حسام فاضل حشيش يكتب : لماذا يراهنون دوما على أمريكا ؟

hosamالأغبياء وحدهم يراهنون على مواقفها ولازالوا يستجدون رضاءها برغم أنه حتى الطفل الصغير يعي ويدرك حقيقة الدور الذي لازالت تؤديه الولايات المتحدة الأمريكية ” شرطي العالم الحديث ” كما يطلق عليها ولا يختلف اثنان على أن  السياسة الأمريكية تعتمد في استراتيجياتها في كافة بقاع العالم وخاصة شعوب العالم الثالث إلى بث وتأجيج الخلافات الذاتية / الذاتية ، أي بين الشعب وبعضه سواء كانت هذه الخلافات عرقية أو مذهبية ,لأبناء الشعب الواحد .. وما يحدث في منطقتنا العربية ليس ببعيد فلا يغفل أحد الدور القذر الذي تؤديه أمريكا علي الأراضي العربية والكل رأي ما فعلته في العراق تحت مسمي الحرب علي الإرهاب وتدمير أسلحة الدمار الشامل .. ” العراق ” الذي أنهكته يوميا حوادث العنف الطائفي والمذهبي ولا أحد يستطيع الجزم هل سيعود العراق مرة أخري قويا بوحدة أبنائه أم أن الحرب الداخلية والدماء التي تتساقط كل ساعة قد أجهزت عليه تماما وما يجري حاليا في سوريا ما هو إلا محاولة أخرى لجر قدم المنطقة إلي صراع أخر أشد قسوة ودموية وهو الصراع الذي تتداخل فيه قوي كبري تتصارع على أرض سوريا .. فالمعركة الدائرة في سوريا وإن كان ظاهرها الثورة علي ديكتاتور عربي آخر إلا أن باطنها هو أولا إنهاك حزب الله وإيران في معركة بعيدا عن إسرائيل التي منيت بهزيمة ساحقة في 2006 علي يد حزب الله وثانيا استمرار المحاولات الشرسة من جانب الولايات المتحدة الأمريكية لتفتيت وتقسيم المنطقة واستنزاف نفطها وإنهاك جيوشها القوية في صراعاتها الداخلية مما يحفظ أمن وسلامة واستقرار دولة الكيان الصهيوني الابن المدلل للعم سام  فبعد جيش العراق القوي ها هو جيش سوريا القوي يتقاتل داخليا دون أن يوجه رصاصة واحدة إلي عدوه بالخارج ويبقي الدور على جيش مصر القوي وهو السيناريو الذي لازالت أمريكا غير قادر علي تنفيذه برغم المحاولات المستمرة لجره إلي معركة داخلية وحرب أهلية يفطنها أبناء الشعب المصري الواعي .. لماذا يراهن الأغبياء على دولة قامت على أشلاء ملايين الهنود الحمر من السكان الأصليين في جرائم إبادة جماعية ؟

العم سام الذي يتحدث ليل نهار عن عالم أمن ويدعوا الدول إلي نزع أسلحتها والذي صدع رؤوسنا بفيلم مكافحة الإرهاب برغم أن الجميع يعلم من هو صانع الإرهاب وراعيه ومن يمده بالسلاح فالولايات المتحدة الأمريكية طبقا لعشرات الدراسات الدولية الرسمية هي تاجر السلاح الأول في العالم

وقد كشف تقرير أعدته جامعة چنيف تربع الولايات المتحدة علي قائمة الدول المستوردة والمصدرة للأسلحة الصغيرة والخفيفة وتشمل الأسلحة الصغيرة المسدسات والبنادق، بينما تشمل الأسلحة الخفيفة قاذفات المورتر وقاذفات القنابل والبنادق عديمة الارتداد والصواريخ التي تطلق يدويًا وأسلحة رشاشة وبنادق للقناصة وقاذفات قنابل صاروخية

ولفت التقرير إلي أن شركات تعمل في العراق وأفغانستان زودت ببنادق آلية هجومية وأسلحة رشاشة وبنادق للقناصة وقاذفات قنابل صاروخية في بعض الأحيان وكشف التقرير أن مبيعات الولايات المتحدة من الأسلحة بلغت 9،16 مليارات دولار في العام 2006 أي ما نسبته 9،41 بالمائة من حجم السوق العالمي.

في جلسة رسمية للكونغرس الأمريكي اعترض أعضاؤه بقوة على بيع الإدارة الأمريكية للسعودية وحدها أسلحة بقيمة 20 مليار دولار ودافعت الإدارة الأمريكية عن قرار الصفقة بأنها لن تضر بأمن إسرائيل لأنها ستمد إسرائيل بأسلحة قيمتها 30.4 مليار دولار في السنوات العشر القادمة بما يضمن التفوق العسكري لإسرائيل على العرب كما أن الأسلحة المباعة للسعودية محددة الحجم والمدى ومكان القواعد التي ستضع فيها … كما جاء رد الإدارة الأمريكية علي أعضاء الكونجرس أن صفقة بيع الأسلحة للسعودية من الضرورة لتحقيق التوازن العسكري لاستخدامها ضد المد الإيراني في المنطقة وخاصة علي أرض العراق وسوريا

هل وضح الأمر الآن ؟

هل من المتصور والمعقول أن دولة كبري كأمريكا تعتمد على تجارة السلاح بشكل أساسي لدول العالم أن تسعي لتهدئة شعوب المعمورة ومحاولة مساعدتهم على حل مشاكلهم وأنها – أي أمريكا-  الملاك الذي يرفرف على الكرة الأرضية بجناحي السكينة والوداعة ؟

فمن أين إذن سيعيش العام سام ؟

الولايات المتحدة الأمريكية لا تضع رهانها ولا مواقفها إلا حيثما وجدت مصلحتها فلا يهمها ديمقراطيات ولا نظم حكم أو حتى أشخاص ولا يشغلها إلا ما يحققه لها هذا النظام أو ذاك من منفعة ومصلحة لسياستها .. ورحم الله الزعيم  المصري ” جمال عبد الناصر ” الذي كان يقول “إذا وجدتم أمريكا راضيه عنى ، فأعلموا أني أسير في الطريق الخطأ ” ورحم الرئيس الفنزويلى الثائر هوجو شافيز الذي طالما فضح قبل موته المحاولات الأمريكية لعزل سوريا وإعادة رسم الشرق الأوسط وأن إسرائيل كيان إبادة جماعية وكالقاتل بأجر تتولي القتل نيابة عن أمريكا …. 

بواسطة belaad بتاريخ 13 يوليو, 2013 في 09:02 مساءً | مصنفة في مقالات | لا تعليقات

اترك تعليقا