غادة عبد الرحيم تكتب : تأشيرة

غادة عبدالرحيم

لقد استطاعت في السنين الأخيرة ستة و عشرين دولة في أوروبا أن يلغوا كل الأسوار التي كانت تفصلهم عن بعضهم البعض رغم الخلافات التي كانت في اشتعال دائم بينهم على مر العصور و رغم الحروب التي اجتازوها إستطاعوا أن ينسوا كل هذا التاريخ المظلم و أن يبدأوا عصرا جديدا يملأه التآخي و المحبة و نبذ العنف مدعوما إقتصاديا بتوحيد العملة فلا يحتاجون لنقاط حدودية أو جمارك أو تأشيرة تفصلهم عن بعضهم البعض , لقد أدركوا المعنى الحقيقي للإتحاد فأصبحوا كتلة لا يستهان بها , ترى نحن كعرب لماذا مازلنا نصر على تقسيم أوطاننا و فرض الحدود بل و فرض حدود أخرى داخل الحدود , حدود فكرية وحدود طائفية و حدود عرقية بل و اقتصادية رغم أن أول ما وصانا به الله سبحانه و تعالى أن نتحد بقوله تعالى “و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا ” ففي اختلافنا رحمة و ليست نقمة ان استطعنا أن نوسع مداركنا و نرقى بأخلاقنا فوق كل ما يفرقنا فلنعش معاالحلم جميعا أننا أصبحنا وطن واحد لا تفصله أسوار و لا يجمعنا سوى التآخي , فليظل المصري مصري و ليظل العراقي عراقي و الكويتي كويتي و السعودي سعودي و البحريني بحريني و اللبناني لبناني ..الخ ولكن لتجمعنا أرض الله التي وهبها لنا بلا حدود و لنحمي بعضنا البعض فسنصبح حينها كتلة لا يستهان بها أيضا و سيكون لنا ألف حساب بل و سيبارك الله في خيرات بلادنا فتنموا و تزدهر حيث سنغلق الحلقة و نكمل بعضنا البعض علميا و اقتصاديا و سياسيا و اجتماعيا و عسكريا , نحن في حاجة أن نعيد حساباتنا مع أنفسنا مرة أخرى حتى نقيم دولة العدل بعد أن ملأها الظلم و لنقيم الكفة بعد ميلانها , نعم فنحن من ظلمنا أنفسنا بتفرقنا و نسأل الله أن يلم شملنا قبل ضياعنا .

بواسطة belaad بتاريخ 25 أكتوبر, 2013 في 05:20 مساءً | مصنفة في مقالات | لا تعليقات

اترك تعليقا