غادة عبد الرحيم تكتب لماذا لا يفيق العرب؟

غادة عبدالرحيم

 مواكبة للأحداث التي يشهدها المسجد الأقصى المبارك في الآونة الأخيرة و مرابطة الفلسطينيين على أبوابه لم يخفى علينا دموعهم و ما في قلوبهم من حسرة على عدم السماح لهم بدخوله و الاستعداد للموت جميعا على ألا يخسرونه ، و رغم قدسيته الدينية عند المسلمين و المسيحيين على حد سواء إلا أننا لم نلمس نفس نظرات الحسرة من غير الفلسطينين و إن نددوا و احتجوا ثم نسوا و عادوا إلى حياتهم الطبيعية ، لنقف لحظة و نراجع أنفسنا ، جيل بأكمله عاش و تربى أن فلسطين تسمى إسرائيل و دخول إسرائيل لأي من العرب دون سبب قوي يحمل في طياته الف علامة استفهام و كأننا سلمنا أنها دولتهم و هم الأعداء فلا يجب الاقتراب منهم أو من ممتلكاتهم ، و نسينا أنهم مجرد عارض في هذا المكان و لكن الإعلام المسيس نجح في زرع فكرة أن وجودهم في هذا المكان أمر واقع و أن المشكلة هي كيفية تعايشهم مع بعضهم البعض، و مع السيطرة الفكرية على العقول أصبحت قبة الصخرة هي المسجد الأقصى للكثيرين حتى إن هدم لا يلاحظ أحد اختفاءه فمازالت القبة موجودة ، و لم يكتفي الصهاينة باحتلال الأراضي المقدسة بل امتدت اذرعتهم كالاخطابوط يعبث في جميع الدول المحيطة ليحقق حلم السيطرة ، فالعرب الذين وافقوا على التطبيع معهم ما هم إلا عبيد في نظرهم و بموافقتهم على التطبيع سلموهم صك العبودية ، واضعين يدهم في يد شيطان لا مبادئ له ، كيف للعرب أن يشعروا بمرارة فراق و هدم الأقصى و هم لم يروه بل حرم عليهم دخوله ، رغم أن الاحجار هناك مازالت تستشعر أثر قدم نبينا الكريم، و مازالت أركانه تفيض بعبير أنفاس السيدة مريم العذراء،لم نستشعر بركة الأرض التي حول الأقصى لأننا ألهينا عن عمد بالعبث في اقتصادنا و مقدراتنا ، فلقد امتدت تلك الاذرع الاخطابوطية لتسلبنا كل حقوقنا و أحلامنا و تلهينا في أنفسنا حتى و إن أتت تلك اللحظة فلا حياة لمن تنادي ، فلقد نجحوا في تغيير وجوههم الف مرة كالسحرة دون أن نلحظ انهم أصبحوا يعيشون معنا ، يسكنون بيوتنا و يسلبون مقدراتنا دون الحاجة لاحتلالنا، فلقد سلمناها لهم طواعية ثم لففنا الأسلحة إلى وجوهنا لنوفر عليهم عناء قتلنا ، و إن سؤلنا عن فلسطين تبادر إلى أذهاننا حماس و غيرها، تلك الأقنعة التي تخفى خلفها عدونا ، فالأمر أصبح لا يعنينا ، فليحرروا أنفسهم كما فعلنا بالأمس دون مساعدة غيرنا ، و لكننا لم ندرك أننا لم نتحرر ، بل هو مجرد تغيير لشكل الاستعمار ، فإلى الآن لا نملك الإرادة الحرة ، فمازلنا نشكو و الشكوى سمة من لا يملك أمره ، و لم ندرك حتى الآن أن مربط الفرس يكمن هناك تلك رأس الأفعى و ما غير ذلك أذنابها.

بواسطة belaad بتاريخ 22 يوليو, 2017 في 10:28 صباحًا | مصنفة في مقالات | لا تعليقات

اترك تعليقا