د جمال جمعة يكتب : نباح الأخلاق

جمال

 

 تعثرت الحروف الهجائية في القيم الانسانية المتبادلة وصار عنوان العلاقات اشبه بنياح اخلاق ، وصار من الصعوبة تذوق القيم واصبح النسيان اول خطوة يخطوها البعض عندما تتعارض الاهداف وتظهر قيم النياح . ان البكاء على الماضي ، هو فقدان اصالة من قيم صارت كالسلع التى تباع وتشترى ، ونحن نبكى على ماض اما عبثنا به.، من عيون طامحة او طامعة ، وقليل من السعداء عاش على ذكرى واطلال بعثرتها نفوس علياء ، لم ترضى بالتوافق او التنازل ، انها مؤامرة الاخلاق من نباح الأخلاق . وان من اصعب الاشياء على النفس ، ان نقيس بانفسنا انفسنا دون قياس الآخرين ، فتظهر امامنا حب النفس ، ونسينا ان التعاطف البشري لا يربطه مادة بقدر ما يربطه العواطف الانسانية ، واصبح باب الاشباع يبدأ من اشباع الجوارح ولا حاجة للعواطف في اجواء انسانية خلت منها العيون الاخلاقيه ، واصبح النياح على الماضى سائدا رغم انه من صنع ايدينا.، ان الانسان يكفيه يدا تربت وتحنو ، وعين ترقب وتهفو ،وانتظار في صدق لهفة ترجو ، ما اسوأ ان نرى فقط النقطة السوداء في صفحات حياتنا ، ونتغافل ما قدمنا وما اخرنا ، ان اعوجاج القيم والاخلاق سيفقدنا بل افقد البعض كثيرا من القيم فذهبت معها الهمم وتلاشت معها الامم ، وما من نعمة باقيه ، بل.سنسأل عما كسبنا وما تحصلنا ، ولأننا في زمن دفن معه صوت الوفاء في نياح الأخلاق ، فأصبحت العيون هى ضاله القناص واصبحت زينة الحياة في العيون هى الظاهرة ، ان ما يحدث من اختلاط مفاهيم وتداخل امور بعيدة كل البعد عن قيمنا اوضعنا في حفرة الاعدام يوما بعد يوم ، ومن خرج من خندقه سهل عليه اصابته، ان الانسان في حاجة إلى اعادة القيم والاخلاق ، ولن يتأتى ذلك دون العودة إلى الشرائع السماوية، والايمان الكامل بالخشية ، من خشي الرحمن بالغيب.،والى اليقين بالعودة ، واتقوا يوما ترجعون فيه الي الله ثم توفي كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون، وان رد المظالم واجبة قبل ان نرحل ، ان المظالم في وعاء المدينين ، فكم منا مدين للغير ، ان الدين لا يعنى دين مال للغير ، فالجرح الانسانى هو دين للسان جائر ، او ظلم دائر يطوف به الظالمون في عصر نباح الاخلاق ، ولنتذكر يوما من قدم لنا ولم يأخذ منا ولم ينتظر منا غير رسالة حب في كلمات ، والتوبة إنما هي في كلمات ، والكلمة طلقة لا ترد ان خرجت اصابت وان اخطأت عابت ، وما نحن البشر قيمنا في اقوال ننطق بها اما تجرح واما تطيب ، فطيب اللسان خصائل قوم ان انحرفوا باعينهم بلسانهم مالوا ، والعمر ما يبقي فيه لينه، وان طاب للعود ريحه صاروا ، ان القيم الانسانية في حاجة إلى وخز ضمير لا لبس الحرير ، فرغد العيش من مداخل ومخارج التمرد ،وهى من مفتاح عدم رضي الاخرين بعضهم البعض ، ولنتذكر قول الله تعالى اهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا.، فلنرضى دون أن نغضب، فالغضب كراهة نفس للنفس ، فإن كرهت نفسك حقدت على غيرك ، ودخلت في سجل المؤامرات والخيال و ملحمة الانتصار الواهمة ، ولن تأخذ غير ما كتب لك فانتظر، فالانتظار باب صبر ، والانتظار يمنع عنك الضر ، ونحن في حاجه الي اسكات نياح الأخلاق والعودة الى كل ما هو جميل فيما بيننا .

بواسطة belaad بتاريخ 21 يونيو, 2018 في 11:10 صباحًا | مصنفة في مقالات | لا تعليقات

اترك تعليقا