شريفة حمدى تكتب : الناجى من حربين (٣)

شريفة

شبين القناطر على نهر النيل

 من شبين القناطر أنطلقت مرحلة التدريب الفعلى على خطة الحرب الفعلية المسماة (بدر ٢٠٠٠) و قد كان تم تجهيز مسرح حرب مماثل تماما لأرض سيناء و قناة السويس لأن سرعة تيار مياه نهر النيل فى هذه المنطقة مطابق تماما لسرعة تيار المياه فى قناة السويس و كنت أمثل تأمين تحرك الفرقة السابعة و هى جزء من الجيش الثالث الميدانى. ثم شرعنا فى العبور التدريبى لنهر النيل بالمراكب المطاطية تنفيذا للمرحلة الأولى من الهجوم وفقا لخطة الحرب لفتح الثغرات و إزالة الألغام و أى معوقات للتقدم. ثم تم فرد سلالم الحبال على تلة مرتفعة على نفس هيئة خط بارليف لكى يستطيع رجال المشاه التسلق عليها و عبور الخط الوهمى المرسوم بأسلحتهم و كامل عتادهم و الأستيلاء على النقط القوية و إزالة تحصيناتها و تدميرها لضمان عدم أستخدامها مرة أخرى و هذا ما يسمى عمليا (بركوب خط بارليف بأستخدام الذخيرة الحية) ثم تم نصب الكبارى العائمة و فتح الثغرات فى الساتر و تمرير الأسلحة الثقيلة و المعدات و بدء الهجوم الفعلى و الأنتشار فى عمق تسعة كيلومترات داخل الصحراء لتحرير الأرض. و كان من ضمن التدريب بناء هياكل وهمية و أصطيادها لتدمير العدو و قياس و تقييم مدى نجاح خطة الحرب. و بعد أنتهاء التدريب شرعت قيادة القوات المسلحة فى تنفيذ خطة التمويه و هى إنهاء حالة الطوارىء و فتح باب الأجازات. و قمت بأجازتى فى أواخر سبتمبر (١٩٧٣) ثم تم أستدعائى للعودة الفورية إلى الوحدة و إخطارنا بتجهيز الوحدات للمهام القتالية و ذلك بعد يومين فقط من الأجازة. و بعد أكتمال تام التجهيزات صدرت الأوامر بتحرك السرية إلى أقرب نقطة من قناة السويس و مكثنا حوالى ثلاثة أيام مع إخفاء تام لجميع المعدات فى إنتظار الأوامر بالتحرك للحرب الفعلية. و تم إبلاغى عن طريق العقيد نبيل عبد العزيز رئيس مهندسين الفرقة بأن لنا مطلق الحرية فى أكمال الصوم أو الأفطار وفقا لرأى المفتى و لكن أجمع كل رجال القوات المسحلة البواسل الأحياء منهم و الأموات رحمهم الله و نحسبهم عند الله شهداء أحياء يرزقوا على أستكمال الصيام حتى إنتهاء الشهر المعظم و ننال إما النصر أو الشهادة. و فى صباح السادس من أكتوبر تسلمت خطاب من قيادة الفرقة ممهور بسرى للغاية و تلقيت أمرا بعدم فتحه و الإطلاع على ما فيه إلا بعد الساعة الثانية عشر ظهرا. و من أهم إنجازات نقيب أحتياط المهندس أحمد سيد السخاوى التى لا يعلم عنها أحد شيئا مستشفى هيئة كهرباء مصر و قد تم تكليفه بأنشائها من قبل المقاولون العرب بعد التعاقد مع وزارة الكهرباء و أستغرقت سنتين فى ثمانينيات القرن الماضى.

بواسطة belaad بتاريخ 9 يوليو, 2018 في 03:56 مساءً | مصنفة في مقالات | لا تعليقات

اترك تعليقا