غادة عبد الرحيم خليل تكتب: أوليس من حقنا الحياة؟

غادة عبدالرحيم

 ذاك السؤال الذي اعتلى لافتات رفعه اطفال من مختلف الأعمار اليوم بجوار مبنى المكتبة المهدم في المنتزه العام بغزة و الألعاب الكهربائية المحطمة و في نفس الموقع الذي وقف فيه الطفل أمير النمرة و لؤي كحيل لإلتقاط صورة سيلفي في مكان هادئ في العطلة الصيفية ، أطفال في عمر الزهور خرجوا للحياة مثل أي أطفال للهو و المرح و ممارسة حقوقهم الطبيعية في الحياة لينتهي المشهد بخمسة صواريخ ألقتها فوق رؤوسهم طائرات f16 تابعة للكيان الصهيوني لينهي سيلفي أمير و لؤي و تنتهي معه أحلامهم ، طفولتهم و مستقبلهم، كان كل ذنبهم انهم خرجوا للحياة و يلقى 27 آخرين مصيرهم بإصابات ربما صحبتهم مدى الحياة، ترى هل تبيح الأمم المتحدة و حقوق الانسان استهداف المدنين ؟ أين أبسط حقوق الطفل في الحياة في هذا المشهد الذي طالما تكرر في العديد من الدول المهمشة إعلاميا و مصنفة دعائيا بما يناسب طموحات المحتل فساوى بين الغاصب و المغتصب و أباح الاعتداء بل و انتهاك كافة المواثيق الدولية و الانسانية، لنعود بالسؤال مرة أخرى هل بلغ الاعتداء السافر و التبجح في وضح النهار انتهاك المكتبات والمنتزهات أي أبسط الدعائم الإنسانية لصنع الإنسان ، العلم و التنفس ، و ماذا يهدف المحتل من ذاك المشهد سوى سلبهم الحق في الحياة بعد الاعتداء على أراضيهم ثم التوسع والتوغل الخبيث في سياسات الدول المجاورة و محاولة السيطرة على عقول الكثيرين من خلال مواقع التواصل الاجتماعي و التطبيع التدريجي لمحو الهوية العربية و إرساء أساس مبدئي للسيطرة الاقتصادية ثم المادية ، يراه كل مبصر و يتغافل عنه كل من مات ضميره و عميت بصيرته،إن الحصار الذي فرض على الضحية الأولى ليس ببعيد عن باقي الضحايا التي سعت الحية الصهيونية للفتك بها واحدة تلو الأخرى حسب تخطيط قضت عقود التدبير له مترصدة لفريستها التي ظنت بها الجهل و الضعف و أنفقت الكثير لتفتيتها و اضعاف قوتها ليسهل عليها الفتك بها، ربما استجاب الكثيرين لسحرها و أضعف الكثيرين سمها و لكنها أجهل من أن تدرك قوة فريستها .

بواسطة belaad بتاريخ 16 يوليو, 2018 في 08:41 صباحًا | مصنفة في مقالات | لا تعليقات

اترك تعليقا