د. هبة الديب تكتب : زايد  الخير و العطاء .. سبعة و أربعون عاما وذكري خالدة 

هبه الديب

 
سبعة و أربعون عاما مرت علي  اتحاد الامارات العربية المتحدة و التي أرسي قواعدها و قوتها و اتحادها المغفور له بإذن الله تعالي سمو الشيخ زايد آل نهيان طيب الله ثراه.. أسس اللبنة الأساسية التي قامت عليها الامارات ..

فمنذ تسلم الشيخ زايد رحمه الله زمام القيادة عام 1971 أخذ على عاتقه  بناء الإتحاد وبناء الدولة بأن تأخذ دولة الإمارات مكانتها المرموقة بين جميع الدول من خلال بناء جميع مؤسساتها تعزيزا لمسيرة الإتحاد وترسيخا لشعور الوحدة والانتماء لوطن واحد يجتهد أبناؤه في خدمته لتبقى مكانته الراسخة بين الشعوب وأرض واحدة تفيض بالخير وتشع بملامح السعادة أبناءها والمقيمين على أرضها .

رسم الشيخ زايد بعصاه خطي و أحلام كثيرة وآمال كبيرة وطموحات ليست لها حدود فحينما كان يريد أن يبني و يعمر ويخطط و يقول هنا سنبني ، كأن يبنى وعلى أرض الواقع  لا يكتفى بالأحلام لكنه يحققها ليحلم غيرها دون سقف أو حدود .. و يتحقق الحلم عاما بعد عام من النجاحات و الرهانات الطويلة التى راهن عليها زايد الخير طيب الله ثراه وقد كسب ولازال يكسب رهانه ..

جاء فى فترة حرجة وصعبة ومع هذا استطاع بحكمته أن يلتف حوله الجميع لمواقفه القوية والصلبة وقوميته واعتزازه بعروبته ووحدة أراضيه..  

ربما رحل الشيخ زايد رحمه الله لكن لم يرحل عطاءه الذي فنى عمره كله في تحقيقه ولازال يتحقق أحلامه الكثيرة لم تكن فقط لشعبه لكنها كانت لعروبته ودينه ولكل المقيمين على أرض بلاده وأصبحت كلماته نبراساَ ومنبراَ ودروساَ يتعلم منها الجميع الحكمة والمحبة وقطعت الإمارات أشواطاً كبيرة في بناء نهضتها الشاملة وإقامة مؤسساتها وبناء دولتها القوية المتسامحة وتحقيق الأمن والاستقرار وأصبحت تتصدر كافة المؤشرات الإيجابية ولازالت.

كان رحمه الله يؤكد دائماً أن نجاح و استمرار دولة الامارات يأتي من خلال المشاركة الشعبية الواسعة في التنمية الشاملة والأفكار التى بلا حدود والتفكير العلمى السليم وروح البناء لا الهدم وذلك كله فى إطار من التسامح واحترام الأخر ، لن ينسى التاريخ مواقف الشيخ زايد رحمه الله ولن ينسى  فكره ورؤيته لأبناء بلده وحين كان رحمه الله  يقول ” إننا نواصل العمل بكل ما أوتينا من قوة وإمكانية وعلى مختلف المستويات الرسمية وغير الرسمية، من أجل المحافظة على مكاسبنا وتحقيق المزيد من الإنجازات لخير شعبنا وبلادنا، ولكننا نتطلع إلى مشاركة حقيقية منكم جميعاً يا أبناء وبنات الإمارات، مشاركة فاعلة في عملية التنمية الشاملة بأبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، إن المستقبل لكم يا شباب الإمارات، أنتم الذين ستحددون معطياته وملامحه، فاستفيدوا من الفرص التي تتوافر لكم الآن، واستخدموها بشكل رشيد وبما يعود بالخير عليكم وعلى أسركم ووطنكم على حد سواء” إنها رسالة ودستور الشيخ زايد رحمه الله وضعه لأبناءه للعمل بمقتضاه والسير على نهجه وخطاه ..

زايد الخير والعطاء الذي جعل دولة الامارات تحتضن على ترابها الغالى أكثر من مائتى جنسية مختلفة يعيشون علي أرضها  في حب و سلام وتسامح ومحبة ، بينما يشعر الكل هنا بإختلافه جنسه وديانته ولغته وعرقه بأن الامارات وطن له وأن الجميع أشقاء له .

فلم ولن يشعر أحد علي أرض الامارات  بالغربة لأنها دوله قانون يأخذ كل ذي حق حقه طالما يعمل ويجتهد ويحترم الأخر .. وهو – الشيخ زايد طيب الله ثراه- من  أرسي مفهوم  المساواة والعدالة والشورى  في قراراته ومواقفه وانعكس ذلك على الإنجازات الكبيرة والمتلاحقة التي شهدتها الدولة في مختلف المجالات، سواء الاقتصادية أو العمرانية أو الاجتماعية أو الثقافية وكان نهج المغفور له باذن الله  الشيخ زايد في تعزيز دور مؤسسات الدولة فأصبحت الإمارات بلد الأمن والأمان ووجهة عالمية مفضلة للعمل والعيش لكافة الجنسيات.

 انجازات و عطاءات متعددة ومسيرة طويلة امتدت لأعوام لم ينسي فيها المرأة التي تمثل  الأم و الأخت و الزوجة و الإبنة أكد فيها رحمه الله علي أهمية دورها في خدمة المجتمع، وأنها تستطيع أن تقوم  بدور كبير وفاعل في بناء الدولة ، فاعتبر المغفور له المرأة شريكاً أساسياً في التنمية،  فجعل تنمية المرأة وتطويرها جزءاً مهماً من استراتيجيته للمساهمة في بناء الدولة والعمل على تقدمها وازدهارها وهو ما تحقق وتبوأت المرأة الإماراتية مكانة عالية عالمياَ ..

انجازات عديدة حققها زايد الخير و العطاء  فلقد وهب نفسه لبناء وطنه وخدمة مواطنيه وتحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم في الحياة الكريمة الرغدة فعاش في نفوس و قلوب أبناء الوطن العربي والعالم بأكمله لأنه ترك بصمة حب ووفاء لن ينساها الجميع ..

ذكراك خالدة في قلوبنا يا زايد الخير و العطاء .

 

 

بواسطة belaad بتاريخ 4 ديسمبر, 2018 في 12:27 مساءً | مصنفة في رئيس التحرير, مقالات | لا تعليقات

اترك تعليقا