ثروت الخرباوى يكتب : ثعلب شوقي

ثروت الخرباوىلم ترد كلمة «فاسد» فى القرآن الكريم على الإطلاق، بينما وردت كلمة «الفساد» ست مرات، وكلمتا «يفسد» و«يفسدون» ثمانى مرات، أما كلمة «مفسد» وتنويعاتها فقد وردت إحدى وعشرين مرة.
«والله لا يحب المفسدين» و«إن الله لا يصلح عمل المفسدين» وأخطر المفسدين فى الدنيا هو الذى يظهر علينا بصورة الرجل الصالح الذى يريد الإصلاح وهو ينشر الفساد، أحمد شوقى أمير الشعراء وضع يده على هذه النوعية فقال:

ظـــهر الثعلب يوما فـــى ثياب الواعظينا
ومشى فى الأرض يهدى ويسب الماكرينا
ويقـول الحمــد لله إلــــــــــــــه العـــالمينا
يا عبــــاد الله توبوا فهـــو كهف التائـبـيـنا
واطلبـوا الديك يـؤذن لصلاة الصبــح فينا
فأجاب الديــــك عــذرا يا أضل المهتــدينا
إنــهم قــالوا وخير القـول قـول العارفـينـا
مخطــــئ مـــن ظــن يوما أن للثعلب دينا

لذلك ما إن قال بعضهم «نريد إصلاح القضاء» حتى شممت رائحة « ثعلب شوقى» وقلت إن « وراء الأكمة ما وراءها»، وإذ قرأت المشروع أيقنت بالذى يدور فى الخفاء، فكبيرهم يرفع راية الإصلاح كى يفسد فى الأرض هو وجماعته، إذ لا يوجد فى المشروع إصلاح ولا يحزنون، كل ما فى الأمر أن هذا المشروع سيتخلص من عدد أربعة آلاف قاض، وليس التخلص منهم بسبب أنهم فاسدون أو مفسدون أو مخطئون، ولكن فقط بسبب أنهم تجاوزوا الستين من أعمارهم، وهى وجهة نظر نقبل أن نناقشها وننتهى إلى الأصلح بخصوصها فى الظروف العادية، أما فساد القضاء ففى القضاء نفسه آلية للتخلص منه، من خلال إدارة التفتيش القضائى، وأشهد- وأنا رجل قانون- أن هيئات التفتيش فى القضاء تقوم بعملها بحيادية وعدل.
وحين سألنى أحد المتحمسين لمشروع السلطة القضائية ـ وهو يجهل ما وراء الأكمة ـ ألا تقبل أن يكون هناك إصلاح للقضاء؟ طبعا أقبل ولكن الإصلاح يجب أن يأتى من الصالحين لا من المفسدين، فالمفسد لا يـُصلح، فعاد يسألنى: هل تعترض على تخفيض سن القضاء ليخرج القاضى إلى المعاش مثله مثل باقى المصريين فى الستين؟ لا طبعا أوافق، إذن أين المشكلة؟ المشكلة بسيطة جداً، الإخوان الآن ـ وخذ بالك من كلمة الآن ـ يريدون تخفيض سن القضاء قبل انتخابات البرلمان، أظنك ستقول ليس هناك مشكلة!
لا وألف لا يا سيدى، هناك مشكلة ومشاكل، لماذا؟ لأن تخفيض السن سيترتب عليه خروج عدد أربعة آلاف قاض من سلك القضاء، وبالتالى تصبح منظومة القضاء فى حاجة إلى تعيين عدد مماثل للذى خرج، هذا شىء طبيعى، فما المشكلة؟ المشكلة أن الذين سيتم تعيينهم سيدخلون وفقا لمسابقات، وسيكونون من المحامين، والذى أعلمه يقينا أن المسابقات ستسفر عن نجاح أربعة آلاف من المحامين الإخوان والدوائر القريبة منهم من المقيدين أمام محاكم النقض والاستئناف والمحاكم الابتدائية، وهؤلاء الذين سيتم تعيينهم هم الذين سيشرفون على الانتخابات البرلمانية القادمة، ثم سيشرفون على انتخابات الرئاسة فيما بعد، وبذلك يتم تزوير الانتخابات بشكل ملاكى، منه فيه، وسينجح الإخوان فى أى انتخابات ومعهم الحلفاء، وكله بالصندوق بما لا يخالف شرع الله، هل تعترضون على الصندوق يا من تدعون الديمقراطية؟!
الحقيقة أننا فى ظل حكم الإخوان نحتاج إلى إعادة كتابة التاريخ مرة أخرى، ففتح مصر لم يقم به سيدنا عمرو بن العاص كما كنا نظن.
ولكن قام به سيدنا محمد مرسى، سليل جماعة الإخوان المقدسة، والفتح الذى قام به الإخوان سيترتب عليه دخول الإسلام إلى مصر، لأن الذى دخل إلى مصر مع سيدنا عمرو بن العاص لم يكن إسلاماً حقيقياً!!
ومع سيدنا محمد مرسى سيدخل الإسلام ومعه المشروع الإسلامى، والتجربة الإسلامية، والحزب الإسلامى وجميع الطوائف التى تطلق على نفسها «إسلامية»، أما الجديد الذى سيكون مذهلا للبشرية فهو «التزوير الإسلامى» وهو آخر صيحة تجديدية من صيحات الجماعة المقدسة، وسيصبح الشعار الذى سيرفعونه هو «شرع الله عز وجل، التزوير هو الحل»، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

بواسطة belaad بتاريخ 5 مايو, 2013 في 07:26 مساءً | مصنفة في مقالات | لا تعليقات

اترك تعليقا