شاء المولى منذ عدة أيام قلائل أن التقي إنسانا مصريا حتى النخاع حيث اختلطت في ملامحه الهيبة و خفة الدم و السلاسة و التواضع رغم شغله منصب مساعد رئيس المخابرات الحربية و الاستطلاع الأسبق و مستشارا بأكاديمية ناصر العسكرية إلا أن التواصل معه كان أشبه بتواصل قلب الاب المحب لابنائه ،و بدأت المحاضرة بأن لفت أنظارنا جميعا أن بعد عبادة الأصنام في الجاهلية اخترعوا لنا صنما جديدا بين أيدينا جميعا يستخدم كسلاح لزرع الفتنة و توجيهنا بأفكار غريبة علينا و على ثقافتنا دون أن ندري ،انها حرب الجيل الرابع يا سادة التي لا تطلق فيها طلقة رصاص واحدة لأن الطلقات هنا افكار موجهة لعقولنا حتى نقتل انفسنا بأيدينا دون أن يخسر رواد الاستعمار الجديد الذين هم نفس رواد الاستعمار القديم و لكن بأسماء أخرى اموالا و لا أسلحة و لا دماء حتى يحتلونا و يسيطروا على مقدراتنا ،و في مشهد عجيب و كأنه أدار أداة الزمن أخذنا في رحلة على مر العصور و صور لنا مشاهد النكسة في 1967 و مشاهد الانتصار في 1973 و كيف كان المصريون جميعا على قلب رجل واحد ،عشنا جميعا في قاعة المحاضرة تلك المشاعر التي افتقدناها منذ زمن ثم انتقل بنا إلى حرب الكويت و ثورة يناير و تغيير النظام و ما تكبدته الدولة لتعيد لم شملها و شتاتها ثم ثورة 30/6 و إعادة تصحيح الوضع و لكن حذرنا أن ثورة ثالثة كفيلة بضياع الوطن حيث كانت اخر كلماته بعد أن وصانا عليه فقال عندما ألقى الله اكون قد اديت الأمانة على أكمل وجه و وصانا أن نحمل أمانة الحفاظ على هذا الوطن و انتهت المحاضرة بتصفيق حاد للحضور جميعا و كأنه زرع جذور الوطنيه المتأصلة في كل تفاصيله فيه في قلوبنا جميعا قبل أن يرحل إلى الرفيق الأعلى في سلام اليوم 4/12/2022 لتكن آخر كلماته موجهة الينا دفعة 47 استراتيجيات امن قومي جند مصر أهلها
رحم الله اللواء ناجي شهود مساعد مدير المخابرات الحربية السابق
