أحمد الحديدي يكتب:لعله خير

 

WhatsApp Image 2023-06-14 at 7.53.45 PM

هناك الكثير من الأحداث والفرص التي تمر بحياتنا ونندم على ضياعها أو أنها لم تمر كما أردنا ثم نكتشف في النهاية عدم جدواها أو أنها لم تكن خيراً لنا.

من الممكن أن يتقدم أي شخص لوظيفة ويفعل كل ما هو مطلوب منه في الاختبارات ويشعر بالتوفيق والقبول، ثم يبدأ في رسم أحلامه على الوظيفة الجديدة، وكيف أنه سينجح في سداد ديونه والانتقال إلى منزل أوسع وشراء سيارة جديدة إلخ.. ثم تكون الصدمة الكبرى عند وصول خطاب الاعتذار والرفض من جهة العمل التي تقدم إليها! يبدأ في الغضب والصراخ والانهيار ويسأل نفسه مجموعة من الأسئلة التي قد تصل به إلى حد الجنون مثل لماذا يارب؟ لماذا لا أجد وظيفة مريحة أو أفضل؟ لماذا أعاني منذ فترة طويلة من دون فائدة؟ لماذا كل هذا البؤس والمعاناة! كل ذلك وهو لا يدرك أن رب الخير أراد له الأفضل والأحسن له ولكل من يعول.

أحد أصدقائي تقدم للعمل بإحدى الصحف الكبرى بعد أن كان راتبه من الإذاعة لا يكفيه وكان على وشك الاستقالة بعد اجتياز معظم الاختبارات في الوظيفة الجديدة، وظل يرسم الأحلام ووضعه المادي الجديد بعد الانتقال إلى الصحيفة التي توفر كل الإمكانيات لموظفيها، لكن رئيسه في العمل طلب من الانتظار حتى تأتيه الموافقة النهائية وهو ما لم يحدث إذ وصله خطاب الاعتذار والرفض من الجريدة! وهنا أصيب صديقي بحالة انهيار بعد أن تحطمت أحلامه لكن سبحان الله بعد عدة أشهر تمت ترقيته وأغلقت الصحيفة أبوابها وتم تسريح جميع العاملين بها لعدم تحقيق أرباح.

وهناك من يتقدم لخطبة فتاة معتقداً أنها فتاة أحلامه ومستقبله وأن جميع أمنياته ستتحقق على يديها، وعندما ترفضه الفتاة وأهلها يصاب بحالة من الاكتئاب والحزن وهو لا يدري أن ذلك الخير الذي أراده الله له، فربما كانت مريضة أو لا تتناسب مع وضعه الاجتماعي والاقتصادي وربما كانت سبب تعاسته بدلاً من سعادته.

أخيراً: إذا تدبر الإنسان الحكمة الربانية من عدم حصوله على هذه الفرص سيقول بمنتهى الرضا لعله خير.

بواسطة belaad بتاريخ 14 يونيو, 2023 في 07:28 مساءً | مصنفة في مقالات | لا تعليقات

اترك تعليقا