نعم إنها تلك النخلة المثمرة اليانعة منذ أن خلقها الله ,تلقي بظلالها على الجميع ,تجمعهم و تؤلف بينهم ,تحتضنهم و تضيء لهم الطريق ,تحميهم و تصد بأشواكها كل من حاول الاقتراب من أولادها ,و رغم ذلك لم تسلم من سهام الغدر طمعا في قطف ثمارها أو إذلالها للسيطرة عليها , و رغم ذلك ظلت صامدة ,شامخة ,تكتم آلامها و تئن في صمت دون أن يشعر أحد بها , حتى تظل هيبتها ترهب أعدائها ,و حينما بدأت في التعافي دعت الجميع ليشرب من مياه واحتها و يزرع الأرض حولها ,بينما كانت تهيء نفسها لتقديم ثمرة صبرها لكل من وقفوا بجوارها ,و أضاءت آلاف الشموع تحت فروعها,لتنير السنين أمامها بأمل مبهر وسط ظلام الحرب الوشيكة و رغم كل التهديدات لم تهتز و لو للحظة و بالرغم من أثقالها لم ينكسر جذعها و لم تنحني لتمرر تلك السحابة المحملة بالعواصف بل واجهتها شامخة…انها مصر …مصر التي يعلم العرب انها الحصن الذي يحميهم و سلة غذائهم فلم يدخروا وسعا للوقوف بجانبها و تأمين استقرارها لتأمين استقرارهم كما كان العدو متربصا لها و بعد أن نفذت حيله كلها, حضر بمكر الثعلب ليشهد ازدهارها و وقوفها على أعتاب المستقبل و لكن إرادة الله أنطقت لسانه بالحق ليفضحه أمام الجميع و يظهر خبث نواياه فخرجت كلماته كالسهام أصاب نفسه بها ,فلم يجد أمامه سوى التواري ليخطط لسنوات أخرى , فلربما انتظر حتى يتم بنائها و لربما ساهم في بنائها طمعا منه في الاستيلاء عليها جاهزة دون عناء و لربما ضربها في أساسها الاجتماعي بضرب و تفكيك الأسر لإنشاء جيل مشوه نفسيا , و هنا يكمن دورنا بردع هذا النوع الخبيث من الحرب المعنوية التي تستهدف أبنائنا , فعدونا كالفيروس الخبيث كلما عالجناه طور من نفسه من أساليبه ليستهدف مناطق يصعب علاجها , فلم تعد المشاكل في مصر اقتصادية فقط بل تم خلق نوع جديد من المشاكل الاجتماعية حيث بدأت مصر تتصدر القوائم العالمية في حالات الطلاق و العنف الأسري و التي يذهب ضحيتها الأبناء و التي تنتهي بضياعهم أو نشأتهم نشأة غير سوية , و مما لا شك فيه أنهم مستقبل بلادنا و خط الدفاع الأول بها,فلن يجدي أن نبني لهم المساكن و ننشئ لهم المشاريع و ننسى بنائهم و تنشئتهم في بيئة سوية ووعي حقيقي ,إن طفرة البناء و الازدهار الإقتصادي لا بد لها من طفرة في تغيير القوانين الجائرة في حقوق الأسرة و طفرة في التعليم و التثقيف و بناء العقول بناء صحي و محاسبة رادعة للفساد حتى لا تضيع جهودنا جميعا ,فكما قال المثل إعطي الجائع سمكة تطعمه يوما و إذا علمته الصيد أطعمته كل يوم.
-
تصنيفات
-
أحدث التدوينات
- فى مصر :إقبال غير طبيعي على شراء المعدن الأصفر
- إنجازات الجمهورية الجديدة.. أكبر عملية تطوير في تاريخ الموانئ المصرية
- غادة خليل تكتب: دفعة 47 لانسان بطعم الوطن.. “ناجي شهود” المقاتل
- وزارة الصحة تضع ضوابط تنظم إعطاء الصيادلة المؤهلين الحقن للمرضى
- الرئيس السيسى يوصى المتقدمين لكلية الشرطة بأن يكونوا قدوة لجميع أبناء مصر
- المفتى السابق: الله حذر المشتغلين بالعلم من الكبرياء.. والفكر ليس خطرا
- الخارجية المصرية: نعمل بجدية لوقف إطلاق النار في الأراضي الفلسطينية
- «علي جمعة» يفند ادعاء اليهود ملكية «حائط البراق»: «الهيكل دمر مرتين»
- وزير الخارجية اللبناني يقدم استقالته بعد «الإساءة» لدول الخليج
- غادة عبدالرحيم تكتب : إعمار غزة