غادة عبدالرحيم تكتب : مبارك والفوضي

غادة عبدالرحيم

استشاط الشعب المصري غضبا بعد سماع حكم البراءة و كأنه تفاجأ بالحكم و لكن لنعد الى تصريحات مبارك قبل التنحي حينما قال إما أنا أو الفوضى .. الإخوان سيحكمون و كأنه كان يسرد بنفسه سيناريو التأديب الذي سيتعرض له الشعب جراء الثورة على الفرعون مبارك و أن حاشيته لن تدخر وسعا لتنفيذ هذا السيناريو , و بالفعل ما كان منه إلا أن استلقى على سريره متفرجا على رئيس حاشيته بعد أن سلمه الصولجان ( جنيرال طنطاوي ) فبدأ بسحق النشطاء و القيادات الشبابية ليخرس أصواتهم و انتهى دوره بتسليط البلطجية على أولتراس أهلاوي و لأن الشعب كان ينادي بالحرية و الانتخابات النزيهة ليختاروا رئيسهم فكان لا بد من أن يختار الشعب جلاده بنفسه ليكون مجبرا على الإخوان ( السلاح الثاني لمبارك) فخيره خيار المضطر إما عودة النظام أو الإخوان و للأسف ابتلع الشعب الطعم و أكمل لهم مخططهم بيديه دون أن يدري أنه يلف حبل المشنقه حول رقبته و هنا أتى دور الإخوان ليحشدوا أكبر عدد من البسطاء بإسم الدين ( نقطة ضعف الشعب المصري ) و الزج بهم في مظاهرات و خلافه بدعوى أنهم يدافعون عن دين الله و بعد حصد أكبر عدد من الضحايا من الطرفين و كأنها حرب استنزاف و تكسير عظام حتى تخور قواه و يخرج مستغيثا ليخلصوه من العذاب و حينها تعود الأمور لنصابها فتعود جماعة الإخوان الجماعة المحظورة و يعود قياداتها ليلقى القبض عليهم من جديد و يظهروا كنجوم السينما في احتفالية نجاح فيلمهم مبتسمين حين إلقاء القبض عليهم كمن أدى دوره ببراعة و نعود لنرى طنطاوي في الزي المدني يدشن المشاريع و يحضر حفل تنصيب تلميذه النجيب رئيسا للجمهورية و يعود عز لمصنعه و يفتتح جريدة برواتب خيالية للصحفيين حتى يسكتهم بالمال الذي نهبه و كان يلقيه تحت أرجل الراقصات و يستغله لإرهاب الشعب و استئجار البلطجية لنشر الفوضى و الخطف و التفجير و يختفي صفوت الذي احتضن الشعب بالحجارة في التحرير و سرور و غالي و لا يسمع أحد عنهم شيئا و كأنه لم تتم افتعال أحداث قرب محاكمة مبارك لكل مرة و كأن الإخوان و بالطبع ليست القيادات التي لم تحاكم حتى الآن بل المغيبين ممن تم استقطابهم أصبحوا شماعة جيدة ليعلق عليها شبكة فساد مبارك أفعاله من هدم و تكسير لبنية المجتمع المصري و تفجير و الخلاص من شرفاء الشرطة و الجيش حتى يتم سبك المسرحية و لتمتلئ السجون من الليبراليين و الإخوان (من الشعب ) على حد سواء و ليبارك القضاء النزيه عملية التأديب للشعب الذي ثار على أسياده (ابن حاجب المحكمة و الطبال ابن التربي أمين عام الحزب الوطني) و ليشهدوا جمال وطنهم و علاء معيشتهم و يظلوا حاضنين بعضهم و سط القنابل الإرهابية الإخوانيةو ليصفق الجميع لموقفهم الثابت و يطبل لهم إعلام عز المدفوع مسبقا و ليعيشوا في سرور للوطن النظيف!!

بواسطة belaad بتاريخ 7 ديسمبر, 2014 في 06:09 مساءً | مصنفة في مقالات | لا تعليقات

اترك تعليقا