غادة عبدالرحيم تكتب : شاهد ..مشافش حاجة

 

غادة عبدالرحيم إنها الدراما الهزلية التي عايشتها صديقتي حينما قررت الذهاب للشهادة في قضية لا ناقة لها فيها ولا جمل و لكنها لم ترد أن تكتم شهادتها حتى لا تحاسب عليها أمام الله , و في قاعة المحكمة أبهرتها الكلمة المكتوبة على منصة القضاء (العدل أساس الملك) و حيث أنها كانت المرة الأولى التي تدخل بها قاعة المحكمة فلم تكن على دراية بقوانينها و لم ترى أي إرشادات لذلك , ما أن أخرجت الهاتف من حقيبتها و شرعت في تصوير المقولة حتى فوجئت بيد أمين الشرطة على كتفها صارخا بأعلى صوت إنت بتعملي إيه!! و كأنها ارتكبت جناية للتو و أصر على وضعها في قفص الاتهام و أخذ الموبايل حرزا , ووسط توسل الحضور بعدم وضعها في القفص أصر و هو يصرخ أمام الجميع و البسمة لم تفارق وجهه و كأنه يقوم بعرض مسرحي هو بطله الوحيد ,و كأن هيئة المحكمة تخضع لسلطته و من حقه أن يفعل ما يريد حتى دون إذن القاضي حيث أصر برميها إما في قفص الاتهام أو في الحجز مع فتيات الليل ,خيارين أفضلهم مفجع ,و هنا استسلمت في ذهول و دخلت القفص لتفاجأ بمن في داخله شباب في مقتبل العمر خريجين جامعات قضاياهم تتراوح بمخالفة عداد كهرباء بخمسين جنيه أي (سبعة دولارات )!!! و فواتير هاتف محمول ..
انهارت صديقتي باكية غير مصدقة ما يحدث لها و لغيرها, و بعد تدخل الحضور الذين أشفقوا عليها و محادثتهم للقاضي سمح لها بالخروج بشرط أن لا تقوم بهذا الفعل مرة أخرى.
ترى ما المقصود بما حدث,أن يثبت أمين الشرطة أن دولة فوضى مبارك مازالت مستمرة و أن السلطة عادت له غير عابئا بالتغيير الجذري الذي يسعى الكثيرين إليه , أم هو موقف دفاعي ليتمكن من رؤية الصور التي في الهاتف حتى لا تثبت عليه جريمة الرشوة التي تقاضاها من هذا و ذاك قبل ظهور القاضي على المنصة , هل أصبح الشباب المفترض بهم بناء الدولة و تعميرها متهمين في أي قضية كانت ,يلقى عليهم التهم من أمين شرطة مرتشي مكانه الطبيعي السجون , هل تنتقم العناصر المريضة التي لم يتم استئصالها من جهاز الداخلية من الشعب بتلبيسه أي تهمة إن تجرأ عليهم رغم معاناته في تحمل عجرفتهم و إهاناتهم و رغم دعوى التسامح و لم الشمل التي سعينا إليها جميعا قبل ثورة 30 يونيو لنقف في وجه التهديدات التي تمر بها المنطقة ككل , إن سعيهم في استفزاز الشعب المضغوط لن يؤدي بنا إلا لكارثة لا يحمد عقباها إلا إذا تحرك المسئولون لمحاسبة هذه العناصر التي تعمل في هذا الجهاز الحيوي و إعادة تأهيلهم حتى لا نعود خطوات للخلف و حتى لا يضيع صبر هذا الشعب هباء.

بواسطة belaad بتاريخ 5 مايو, 2015 في 11:01 مساءً | مصنفة في مقالات | لا تعليقات

اترك تعليقا