جيهان السنباطى تكتب : المليونيات الوهمية

جيهان السنباطى

“دوام الحال من المحال”… فكل شىء فى الدنيا الى زوال .. وكل شىء يتغير ولا يمكن ثباته على حال .. فاليوم تملأه البسمة والغد يكسوه البكاء ..ويوم نهاره تسكنه رهبة البرق والرعد والأمطار .. وليله ذو نسيم عليل وساحر يختال بين ضوء القمر وتلألأ النجوم فى السماء وصدى تلاطم أمواج البحار .. حتى البشر تتغير أدوارهم ومدى تأثيرهم فيمن حولهم من يوم الى أخر ومن لحظة الى أخرى .. فاليوم يلعب دور الظالم .. وغدا ربما يكون المظلوم .. أحيانا يكون الجارح .. وأحيانا اخرى يكون مجروح .. هذه هى الدنيا تمضى بالأقدار مليئة بالأسرار فيها نور وظلام .. فيها أخيار وأشرار .. فيها صمت .. فيها كلام .. فيها صراخ .. وربما نواح أو زغاريد وأفراح . تلك هى الحياة .. عرف عنها عدم الإستمرار فى صيرورتها , وأنها سرعان مايتبدل فيها الحال فالأرض الخضراء تنقلب الى جرداء ويصيبها التصحر , والفقير قد يتحول بمرور الوقت والظروف الى أن يكون من أغنى الأغنياء وصاحب سلطة ومركز وجاه , وربما يصبح ملكا متوجا على عرش كبير يحيط به الخدم والأعوان من كل صوب وحدب , ربما اليوم تكون حزينا مكلوما شقيا ولكن بتغير الظروف أيضا تصبح سعيدا ومن المحظوظين فى الدنيا .. تلك حكمة لايعملها الا الله سبحانه وتعالى . الجميع يعلم ويتفق مع مقولة أن بقاء الحال من المحال ,, وأن الدوام لله وحده سبحانه وتعالى ,, وأن لاشىء يدوم الا من أراد له الله الإستمرار لحكمة يعلمها هو سبحانه ,, فلا ثراء ولامكانة ولاجاه ولاملكا ولاسلطة تستمر ,, الكل يعلم ويعترف بذلك الا جماعة الإخوان المسلمين فهى كالصماء لاتسمع , عمياء لاترى , غير أنها ليست بخرساء فقد سلب الله منها كل شىء دون اللسان السليط الذى لاتستخدمه الا لزرع الفتن بين الناس فهى لاتريد الإعتراف بأن عهد محمد مرسى قد إنتهى وأنه لن يسمح له بالرجوع مرة أخرى كرئيس دولة حتى لو كان بلا صلاحيات .. لابد أن يعلموا أن الشعب المصرى قد لفظهم هم ورئيسهم بعد أن إنكشفت مخططاتهم التى تهدف الى إرهاب الشعب وإسقاط الدولة وأن فكرة التصالح معهم لن تجدى نفعا ولن تجد من يتعاطف معها ويشجعها بعد أن ثبت تورطهم فى أعمال عنف وتخريب وعليهم الإعتراف بأنهم فشلوا فى إدارة حكم البلاد ويجب عليهم التنحى وترك عجله التنمية تدور حتى يمكن إصلاح ما أفسدوه خلال عام مضى من حكمهم فلن يجدى مع الشعب المصرى حاليا كثرة التظاهرات ولاتعدد مسمياتها . هؤلاء الذين يطلقون على أنفسهم مؤيدون للشرعيه قد فقدوا شرعيتهم بالفعل وفقدوا حب وتعاطف الشعب معهم بعد فشل الجماعة فى إقناع المصريين بصحة موقفهم وخداع الرأى العام تحت ستار الدين مثلما كانت تفعل من قبل , بدليل فشل مظاهرتى “جمعة الحسم” و”الإنقلاب هو الإرهاب” التى دعت اليها ونظمتها جماعة الإخوان المسلمين مؤخرا حيث كانت أعداد المتظاهرين هزيلة كشفت عن هشاشة الجماعة ووهنها وعدم قدرتها على حشد أعداد كبيرة من المتظاهرين مثلما كانت تفعل سابقا فى وجود قياداتها وهو أكبر دليل على كراهية الشعب لهم و تمثل نهاية رسمية لعلاقة الجماعة بالشارع وإثباتا فعليا على أن الجيش والشعب والشرطة يد واحدة ضد الإرهاب الممول من الخارج وتديره جماعة الإخوان المسلمين لحساب جهات تسعى لإسقاط مصر , إذن لا مصالحة مع تنظيم اجرامى كالإخوان لأنهم كانوا يستهدفون إحراق الدولة المصرية بضرب المنشآت الحيوية وقتل المصريين من اجل التنظيم ولا تسامح مع هؤلاء الخونة الذين احرقوا علم الوطن بميادين رابعة العدوية ونهضة مصر والذين استقوا بالخارج ضد الوطن …. فأعلموا أنكم لن تستطيعوا الإستمرار فى هذا الوطن إلا إذا إعترفتم بإرتكابكم تلك الجرائم فى حقه وإستسلمتم لعقابه بالقانون عندها فقط سنبدأ من جديد .

 

بواسطة belaad بتاريخ 3 سبتمبر, 2013 في 11:12 مساءً | مصنفة في مقالات | لا تعليقات

اترك تعليقا