مصطفي الديب يكتب : قدسني شكرا !

مصطفي الديبستكون شخصا ملفتا للأنظارعندما يراك الناس أو يسمعون عنك خبرا حسنا كان أم سيئا وستُمجد وستُتهم بالخيانة والعمالة إن كنت مؤيدا لأي طرف راه الآخر انه منحرفا , تلك سنة الحياة التي فطر الله سبحانه الناس عليها, ولا عجب فقد أختلفوا حول خالقهم وما أرسله من أنبياء ومرسلين !. فكرة التقديس لدي المصريين ثقافة أزليه لا ينكرها أحد بداية من تقديس الأشخاص وصولا بتقديس الفكرة , إنقسامات تتحول الي سخافات وأمور قد لا يقبلها عقل ولا منطق بل ولا دين !, شخصيات رُفعت لأعلي عليين في الاعلام المرئي والمسموع والمقروء, ولم نسمع عنها حتي في مولد (سيدي بشر)! ,بل ووصل الأمر الي تدريس حياتهم ومواقفهم في المناهج الدراسية !. لست مع من يقول أننا أصبحنا فريقين أو أننا أصبحنا شعبين يعيش كلانا في وطن منفصلا عن الآخر ,فأقسي شعور هو عندما يجبرك من حولك لتكون شخصا آخر حكمة قالها أرسطو, ولم يعي وقتها أننا سنسير عليها كمجتمع مصري بحذافيرها, نتيجة العناد المبني علي التقديس الأعمي , يسعي من حولك ان يأخذونك الي مستنقع لا خروج منه ويلصقونك بألقاب لا ترمي الا بالمجتمعات البدائية البربرية ,والتي لا يحكمها سوي سيف الكلمة لشيخ القبيلة حتي وإن كان منحرفا وحد السلاح لمن هم أحرار دون الآخرين ! خراف ,عبيد ,فلول وارهابيين ! أشهر المصطلحات التي ظهرت إبان ثورة يناير شكلت قناعات لدي العديد حتي وصلت لتقديسها وتأكيدها علي النفس والغير ,وبين هذا وذاك خيط مشترك يقول لك (أنا كده) !. إذا كانت الدولة تتكون من مؤسسات عسكرية وشرطية وقضائية ودينينة لها سياساتها التي قد نختلف ونتفق معها من النواحي الإدارية والعقابية والمالية ,فلا يجوز الشيطنة المستمرة أو التطبيل الدائم ,الذي لا يزيد الطين إلى بله ! فكل يؤخذ عليه ويرد فلا أحد يستطيع أن يختلف علي فوائدها ولا أحد ينكر فسادها. فلا يصح أن تشيطن فريقا بين عشية وضحاها كان مسيطرا علي مفاصل الدولة كلها بإستحقاقات إنتخابية متوالية, شهد لها العديد بالنزاهة ,ثم أراك تحاول إقناعي أنهم إرهابيون ,نعم هناك تطرف فكري في (بعضهم) ناتجا عن التعصب الأعمي والتشبث المذموم بأفكار وآراء أشخاص منهم من يحيا بيننا, ومنهم من واراه الثري لكنك أخطأت حينما عممت. في الدول الأوروبية التي يقال عنها أنها بلاد الكفر , ستجد المسؤلين هناك بداية من رئيس الدولة وحتي عامل الأمن لا يقبل بأي شكل من الأشكال تلك الحراسة المشددة عليه في ذهابه وأيابه , سترتسم علي شفاهك إبتسامة لا تدل سوي علي الحسرة ,وسيظهر لك جليا سؤالا ماذ افعل هؤلاء حتي يمارسوا حياتهم بهذا الشكل الطبيعي كأي مواطن آخر ؟ سستنتابك مقولة قالها أحد الرجال لسيدنا عمررضي الله عنه: حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر! ,لا تعجب فهؤلاء قد طبقوا أجزاءا من الدين وهم ليسوا بمسلمين _ وهذا ليس مدعاه للفخر بهم _بل كمثال حي نعيشه تلك الايام ,علي النقيض,اذا اردت أن تعي مدي الثقافة التي وصلت إليها فكرة التقديس في مصر والدول العربية حتي وإن كانوا أشخاص لاجدوي لهم سوي أن الكاميرات تسير وراء تلميعهم فعليك بملاحظة الاحتياطات الامنية والتي قد تحول ميادين بأكملها سكنة عسكرية حتي يؤمنون موكبا لرئيس حي جاء في زيارة متفق عليها مسبقا ! كيف سمحتم لأنفسكم بإلغاء عقولكم ؟ وكيف سمحتم لأنفسكم بإعطاء من تقدّسون هذه الدرجة العالية فجعلتموهم كالمعصوم؟ وكيف تجرأتم على مجتمعاتكم واختزلتموها في شخصيات غير معصومة؟ كيف ارتكبتم كل هذا ؟ في أزهى عصورالإستعباط كنا نقرأ فى التاريخ المصرى أن(الحاكم بأمر الله) و هو سادس حكام الدولة الفاطمية له تصرفات غير منطقية من أبرزها منع أكل ” الملوخية ” ، وذكرت بعض المصادر أنه أجازها بعد ذلك شريطة أن تكون مع الأرانب ! أري أن التاريخ سيضحك كثيرا ويبكي أكثر عندما يشرع في تدوين الفترة الحالية من تاريخ مصر

بواسطة belaad بتاريخ 20 أكتوبر, 2014 في 10:44 صباحًا | مصنفة في مقالات | لا تعليقات

اترك تعليقا