المستشارة رشيدة عزوز تكتب ..كلمات حق في عطاء وتضحيات المرأة

رشيدة عزوز

هكذا هن الـامهات التي أعددن جيلـاً طيب الـأخلـاق .. عظيمات في التضحيات والبطولـات والتطلعات .. وهن جامعة الحياة في البدايات والنهايات ورائحة الذكريات النقية كلها شفافية وروح معطاءة .. 
هي الأخت والرفيقه والأسيرة والشهيدة .. صاحبة رسالة توارثتها جيلـاً بعد جيل ونسجت خيوطاً من الوفاء وعهداً لـا انفصال فيه ولـا انفصام ..
وهي الجدة التي غرست في الـأرض ابتسامة وأمل وصنعت تراثاً مزركشاً معنوناً بالوجود التاريخي والحضاري لـأجيال تتناقلته عبر العصور وظل أحد أهم ركائز تطور المجتمعات وتحضرها … 
وهي الزوجة الحبيبة والصديقة حافظة البقاء حتى الـأبد .. ورفيقة الدرب والحياة وعبقها الدائم المتجدد في أبدية الزمان والمكان .. 
هي النفس وروح الحياة المنبعث في فضاء الكون ..  وحاضنة الرسالة الـإنسانية الخالده وجواز عبورها الى المجد بابتسامه وثقة وأمل متجدد مفعماً بالتفاول في الحياة …
هي المقاتلة والمناضلة والثائرة المنبعثة نوراً وحياة في الوطن المحتل أو في الشتات ..
حارسة الحلم وضامنه البقاء وموقدة نار الثورة ومؤسسة العهد الجديد …
هي المرأة بكل ما تحمله من معانيها ومهما تبدلت أدوارها ظلت بروحها واحدة تجمع كل الصفات وتتقن فن إدارتها بامتياز وباستثنائية لـا يستطيع أيً من الرجال إتقانها فهي معجونة معها منذ التكوين بالصبر والعطاء .. والرقة والحنان والحب والـإحساس والطاقة .. والغيرة والجمال والـأنوثة والكبرياء الزاهد والطيبة المتواضعة …
هي المرأة في يومها هذا وكل ايام السنة عيدها .. ماضية للـأمام بخطوات واثقة لـا تنظر للخلف بتاتاً .. بل هي دائمة التطور والتجديد لتخلع عنها كل ما علق بها من وثنيات ومعتقدات خاطئة عبر السنين .. وما فرض عليها من قيود وما تكبلت به من عصبيات جاهليه، مؤمنةً بحقوقها التي حفظتها لها كل الشرائع السماوية .. ومتسلحة بكل ما اوتيت من عزم وعلم ومعرفة تتطلع بلـا تراجع يحذوها الـأمل بكل ثقة حاملة رسالة المدافع عن الحق …
ولعلنا اليوم وبعد أن قطعت المرأة شوطاً كبيراً الى الـأمام متخطية العديد من العقبات والحواجز التي كانت تواجهها وكانت مفروضة عليها في السابق وبعدما أصبحنا نتلمس أثر مشاركتها الفاعلة والفعالة في حياتنا وعلى مختلف المستويات والـأشكال ومساهماتها الكبيرة في عملية النهضة الـإنسانية و الثقافية والـإقتصادية والعلمية والـإبداعية التي كان للمرأة دوراً فعالـاً وبارزاً لـا يمكن تجاهله .. الى جانب ما قامت به من إبداعات تطورت معها مسارات الحياة .. 
ولعلنا اليوم نرى حتمية هذا الدور الذي لـا بد وأن يكون خاصةً وقد إنتهى عصر عبودية المرأة الى الـأبد وتخلصت من قيود الجاهلية الـأولى بجدارتها وايمانها برسالتها الخالدة وقدرتها على العطاء ….
وفي هذا اليوم الثامن من آذار والذي يصادف يوم المرأة .. وبالنسبة لي كل ايام العام هو للمرأة بعطائها المستمر وبتجلياتها المشرقة في بناء الـأمة ومجتمعها  ننحني إجلـالـاً لكل الماجدات اللواتي قدمن أرواحهن في سبيل تحرير الوطن والخلـاص من المحتل ولكل من عذبن في السجون والمعتقلـات وقدمن أرواحن قرابيناً على طريق الحرية والـإستقلـال  .. ونبارك للمرأة عيدها وندعوا لها بالمزيد من التقدم والعطاء على ذات المسار لرفعة المجتمع وتطوره ومزيداً من العطاء يا كل امراة حملة نبراس الـأمومة أولـاً ثم شعلة العطاء الذي لـا ينضب …
بواسطة belaad بتاريخ 8 مارس, 2017 في 09:29 مساءً | مصنفة في مقالات | لا تعليقات

اترك تعليقا