د. أمير العزب يكتب : البرمجة اللغوية العصبية السلبية

أمير العزب

البرمجة اللغوية العصبية السلبية هي مجموعة الطرق والحيل والوسائل التي ينتهجها الفرد في شتى مناحي حياته, حيث يعتاد ويتأقلم عليها. فبرمجة العقل الباطن تعتمد على آلية التفاعل بين منطق الفرد ولغته مما قد يؤثر عليه سلبا.فهذه النمذجة والقولبة الذاتية تصبح طابعا خاصا يتسم به الفرد ذاته, فيصبح أسير نفسه وسجين ذاته. فعندما تتأمل تجد بعض الأناس مبرمجين على قول “لا أستطيع – استحالة” أو يتصرفون دوما بطرق غير لائقة وغير إيجابية إراديا ولا إراديا. وهذه إحدى بصمات الشحصية السلبية.

وتكمن خطورة البرمجة اللغوية العصبية السلبية في الاعتياد عليها منذ الصغر, حيث تنمو هذه العادات وتكبر مع الفرد وتستفحل إلى أن تتأصل وتصبح نمط حياة ويصاب المرء فيها بداء البلادة والضعف وعدم القدرة على التغيير, ولذلك يحتاج المرء وقفة حازمة مع النفس بهدف التغيير والانخراط في منظومة البرمجة اللغوية العصبية الإيجابية, فتتحول سلبياته إلى إيجابيات وينجو من هذا الشرك المخيف متنعما بحياته, وذلك بفضل العزيمة الفولاذية واستثمار الطاقات الدفينة. فالثقة بالنفس والمثابرة والاستمرارية وصفة سرية للتغلب على هذه الآفة التى قد تهلك صاحبها. وقديما قالوا: “عزيمة المثابرة تهد الجبال”.

وتهتم الهندسة النفسية بهذه الإشكالية, حيث تقوم بفك شفرة هذا التعقيد النفسي عن طريق العلاج النفسي السلوكي الذاتي الذي يمكن أن يقوم به الفرد ذاته حلا لهذه الأزمات التي تعتريه في معترك حياته. والجدير بالذكر أن سبر أغوار النفس ومعرفة مواطن الخلل هي إحدى الوسائل الناجعة في تشريح مثل هذه القضية, وبالتالي يتمكن المرء من برمجة ماضيه وحاضره ومستقبله, فيحيا في رغد من العيش محررا نفسه من قبضة الفشل.

 

بواسطة belaad بتاريخ 22 أكتوبر, 2013 في 04:42 مساءً | مصنفة في مقالات | تعليق واحد
التعليقات: تعليق واحد
  1. ما شاء الله يا دكتور يارب دايما بالتوفيق

اترك تعليقا