د. أمير العزب يكتب: لغة الجسد وثقافات العالم المختلفة

 أمير العزب

نظرة ثقافية التواصل الإنساني لا يتوقف عند حدود وحواجز الكلمات المنطوقة, بل يعبرها ليشمل حركات الجسم وأجزائه. وهذه هي منظومة الاتصال غير اللفظي. فعلى الرغم من أن لغة الجسد قاسم مشترك بين جميع لغات الأرض قاطبة, فهناك اختلاف وتباين كبير بين الثقافات المختلفة. فلكل طابعه الخاص. فلغة الجسد تعكس الأمزجة والأفكار المتنوعة, فهي نظرة ثاقبة إلى العقل الباطن ودواخله. وعلاوة على ذلك, تلقي الضوء على جوانب التواصل الخفية, فتكشف لنا كيف تختلف الكلمات البشرية في بعض الأحيان عن معناها الفعلي. فإيحاءات وظلال معاني الإيماءات تمكنك من أن تأخذ جولة سياحية في عقول الآخرين وتقرأ مكنون سريرتها. فسرها الخطير يكمن في العفوية وعدم التحكم فيها داخليا. فالانحناءة كتحية في اليابانية غير مقبولة في العربية الإسلامية, حيث هناك نهي عن الانحناء لغير الله, والاتصال بلغة العيون وإطالة النظر في الأوساط الغربية غير مقبول أيضا في العربية, لأننا مأمورون بغض البصر. وحركة تقليب الكف في العربية كدليل على التحسر والندامة لا يفقه معناه ومدلوله أهل الإنجليزية. واستخدام فعل الأمر للطلب في العربية غير مقبول في الثقافات الأوروبية, حيث يعتبرونه نوعا من الاستعلاء والإجبار على فعل الشيء. فنجد تلاقح الثقافات حينا وانفصالها جينيا حينا آخر, فالثقافات تتسم بنوع من الوفاق والافتراق.

بواسطة belaad بتاريخ 1 يناير, 2014 في 02:16 صباحًا | مصنفة في مقالات | لا تعليقات

اترك تعليقا