غادة عبد الرحيم تكتب : التعليم …و الآدمية

 

غادة عبدالرحيم


كثيرا منا يبذل مجهودا في تربية أبنائه ..خاصة قبل دخول المدرسة كل على حسب خبرته ..حيث أننا نريد أفضل حياة و مستقبل لثمرة فؤادنا و مستقبلنا ولكن .. ما تلبث أن تتناثر جهودنا هباء كالرماد و السبب دخول الطفل المدرسة !!! المدرسة التي هي من مهمتها التربية قبل التعليم و لكنها تخلت عن الصفة الأولى بحجة أن التربية من اختصاص المنزل فترى المعلم يكيل كافة أشكال السباب و اللعان لطلبته و يشكو منهم باستمرار و يتجاهل أي سلوك خاطئ يقومون به بحجة أن التربية ليست مسؤوليته بل مسؤولية المنزل و نسي أن المدرسة تضم كافة أطياف الشعب بمختلف بيئاتهم و فكرهم و اعتقاداتهم … ثم لم يقف الموضوع عند هذا الحد بل امتد الي المناهج الدراسية حيث لا بد من ذلك الساحر ليفك طلاسم المواد العلمية التي صيغت في صورة أثقال يحملها الطالب الذي لا يتعدى جسده الصغير بضعة بوصات من سطح الأرض ..و نحن هنا لا نتحدث عن المدارس الحكومية فقط , بل أصبحت المدارس الخاصة أيضا كذلك .. فبالرغم من صعوبة الحياة و الحصول على الدخل الا ان الكثيرين ادخروا من قوت يومهم ليحصلون على فرصة تعليم أفضل لأبنائهم و لكن النتيجة يكتشف الأب المنهك من الكد و الأم التي ضاعفت مسؤوليتها بالعمل داخل المنزل و خارجه أن جهودهم ضاعت هباء حيث يعود الطفل بسلوكيات غريبة و مستوى دراسي لا يوازي المدفوع له ..و لكن كل ذلك كان نتيجة ماذا ؟ ماذا فعل المسؤولين الذين اقتصرت مهمتهم على حضور الحفلات المدرسية للتكريم و ليست أي مدارس بل المدارس الخاصة من الدرجة الأولى لينقلوا الصورة بأن المدارس تقوم بمهماتها على أكمل وجه ..و أصبحنا بمثابة الذين يستعملون نظام دوس في زمن الأندرويد , حيث لا تخضع المناهج ولا أساليب التدريس للتطوير بحجة عدم توفر الميزانية ,ترى كم يكلف الدولة ارسال بعثات دراسية مقابل حفلة للمطرب فلان أو عملية تجميل للمذيعة فلانة ,غافلين أن اهمال أبنائنا و تربيتهم و تعليمهم هو سبب رئيسي في ما نعانيه اليوم من خلافات مذهبية كانت أو تعصب حيث اضطر الكثيرين للإستسلام لتعليم موجه الغرض منه هدمنا داخليا ,فلا حقيقة ثابته و لا قيمة لمبادئ جوفاء في نظر الكثيرين , ان فاقد الشيء لا يعطيه و نحن افتقدنا الكثير في مدارسنا أولها احترام الذات و الإحساس بالآدمية , ثانيها تكنولوجيا التعليم فاستغرقت فكرة تنفيذ نظام التابلت لإلغاء الكتب و ربط الطلبة بالمدرس للإستغناء عن الدروس الخصوصية و رفع رواتب المدرسين ليعودوا الى دورهم الطبيعي أعوام وأعوام حتى نسيت و ان استمر الوضع على هذا الحال سننسى معها حيث أن هناك من يقف من مسؤولينا بتخاذل الى جانب أعدائنا لتحقيق أهدافهم لهدمنا داخليا , رحم الله الدكتور مصطفى محمود حين قال في كتابه الطريق الى جهنم ( الأمه العربية ستصبح بعد عشرين عاما قرودا على الشجر ان لم يكن العلم سلاحهم ) و كأنه يعيش بيننا اليوم .

بواسطة belaad بتاريخ 5 يوليو, 2014 في 04:25 صباحًا | مصنفة في مقالات | لا تعليقات

اترك تعليقا