غادة عبد الرحيم تكتب بيزنس قائمة الانتظار

غادة عبدالرحيم

قطعا ان أكشاك التعليم الخاص التي  باتت منتشرة في جميع أنحاء الجمهورية بسبب ضعف مستوى المدارس الحكومية و أدواتها من جهة و ارتفاع الكثافة في الفصول من جهة أخرى تحتل دور الصدارة في تلقي الطلاب من كافة الأنحاء ..بل و أصبحت ضرورة لكافة الطبقات ..و مع الرقابة التي فرضتها وزارة التربية و التعليم للحد من الارتفاع الجنوني في المصاريف المدرسية من جهة و مراقبة توزيع الكثافة من جهة أخرى إلا أنها لم تستطع السيطرة على نوع جديد من التجارة بعقول أولياء الأمور  لاح بالافق،فقبل موعد التقديم بشهور  تعلن تلك المدارس عن امتلاء الفصول بها و أن أي طلبات جديدة لا بد لها من الانتظار في صفوف قوائم الانتظار و طبعا يحدث ذلك بعد دفع رسوم لا ترد لزوم ملء الاستمارة بمبالغ تتراوح بين 150 فما فوق .فلا يجد أولياء الأمور مفر من التقدم لأكثر من مدرسة بنفس الطريقة حتى لا يضيع العام الدراسي لأبنائهم دون إيجاد مكان لهم في أحد المدارس ،و لم يقتصر هذا النوع من التجارة الرخيصة فقط بالمدارس بل و امتد للحضانات أيضا ليجد أولياء الأمور أنفسهم في دوامة بين تلك الرسوم التي قد تصل إلى نصف المصاريف الدراسية و المصاريف الدراسية نفسها ..و بعد تلك الرحلة يعاني من ضعف مستوى الطالب بسبب ضعف مستوى المدرسين فمعظمهم غير تربوين. يجهلون طرق التعليم الحديثة لتوصيل المعلومة للطالب و البعض منهم مازال يمارس بيزنس الدروس الخصوصية ليقع أبناءنا بين فكي الرحى حيث تخلو المدارس التي تتشدق بالنظام من النظام في أي شيء إلا في الزي المدرسي الذي تعاقدت عليه مع أحد المحلات بأسعار مبالغ بها لتكتمل أركان التجارة .و يعود الطالب من المدرسة و قد تعلم غناء المهرجانات و الألفاظ النابية و العنف من المدرس المحترم و يستمر أولياء الأمور بالدوران في الطاحونة لتمتص تلك الاكشاك أموالهم في مقابل ضياع الذوق العام و إعداد أجيال لا تصلح لبناء المستقبل تخلوا من الإبداع .ترى هل هي وسيلة جديدة لضرب مجتمعنا من جذوره .فإذا نظرنا حولنا لأدركنا أن التعليم كان ركيزة أساسية لانطلاق الشعوب نحو الحضارة و الرقي و المستقبل.

بواسطة belaad بتاريخ 15 مايو, 2016 في 01:04 مساءً | مصنفة في مقالات | لا تعليقات

اترك تعليقا