غادة عبدالرحيم تكتب : جحيم علي الطريق

غادة عبدالرحيم

إننا يوميا نخرج من منازلنا قاصدين أعمالنا و مدارس أولادنا متوكلين على الله رب العالمين في أن يحفظنا من ما يحيط بنا من أهوال الطرق التي و إن صنفناها سنجد الكثير من القصور في كافة الاتجاهات فإن نظرنا إلى تخطيط الشوارع لوجدنا أنها مرصوفة بالكاد غير مخططة بأسهم أو إشارات إلا في بعض الطرق الرئيسية , و نحن جميعا لسنا بمنأى عن الحفر و المطبات الصناعية التي لا توجد حتى إشارة قبلها تشير إلى هذا المرتفع الغير مخطط بلون آخر حتى أن بعض الطرق مجهولة الاتجاه فلا تعلم إن كان الطريق ذاهبا أم قادما , و إذا نظرنا من جهة أخرى إلى السائقين بكافة أنواعهم لوجدنا المخالفات من كافة الأطياف فسائقي السيارات الملاكي و الأجرة نجدهم اختلقوا من الطريق خمس حارات مرورية برغم أن الطريق حارتين فقط , و كذلك نجد الدوران العكسي و قد احتل كافة الشارع إلا عن حارة ضيقة للمرور بجانب الطريق و إذا نظرنا لسائقي الميكروباس و النقل العام سنجدهم يتعاملون مع الشارع بأنه مملوك لهم و ليس لأحد الحق بالسير فيه إلا بلا استئذان من سعادتهم و إذا ما انتقلنا إلى الطرق السريعة حيث مملكة سائقي النقل لوجدناهم منتشرين على جميع جوانب الطريق فلا مانع من أن يحتل سائق النقل الجانب الأيسر من الطريق و المنتصف إذا ما لزم الأمر و لأنه شقيان وسهران منذ عدة ليالي لا بد من شيء يوقظه فلم يجد أفضل من الأفيون ليقوم بتلك المهمة , إن ما نعاني منه من زحام و اختناق مروري و حوادث مروعة ليس وليد اللحظة , فلقد احتلت مصر و بلا فخر أولى المراتب في حوادث الطرق و حصد الأرواح منذ زمن بعيد فإذا عدنا إلى إحصائيات منظمة الصحة العالمية عام 2003 لوجدنا أن الحوادث المرورية حصدت 8000 قتيل و 32 ألف مصاب و ظلت النسبة ثابتة حتى عام 2007 ثم ارتفعت إلى 12 ألف و ثلاثمائة قتيل في السنة و 154 ألف مصاب عام 2009 ثم انخفضت مع محاولة فرض القوانين المرورية عام 2010 إلى 7040 قتيل و 88 ألف مصاب لتعود للارتفاع من جديد مع الانفلات الأمني عام 2012 ل12000 قتيل و 40000 جريح و لم تكن الخسائر الناجمة عن الحوادث المرورية ناجمة فقط عن خسائر في الأرواح و لكن امتدت الخسائر لتشمل خسائر مادية فادحة كلفت الدول…

بواسطة belaad بتاريخ 11 نوفمبر, 2014 في 08:49 صباحًا | مصنفة في مقالات | لا تعليقات

اترك تعليقا