جيهان السنباطى تكتب : بدأت حياتهم الفنية بخبر ومانشيت وصورة

جيهان السنباطى

بدأت حياتهم الفنية بخبر ومانشيت وصورة وإنتهت أيضاً بنفس الطريقة , ولكنهم تركوا لنا أعمال فينة قاموا بأدائها على مدى عمرهم الفنى خلدت أسمائهم فى عالم الفن , ومثلما تتبعتهم عيون الصحف والمجلات فى كل مكان , وافردت لهم على صفحاتها مساحات واسعة ومانشيتات مثيرة لفضول القراء لنشر اخبارهم الفنية والخاصة للمحبين والمتابعين لهم , مثلما كانت نهـــــايتهم كبدايتــهم , مجرد خبر ومانشيت وصورة , والفرق بين الحالتين أن الحالة الاولى تساوى حيــــاة وضوء وشهرة ,والحالة الثانية تعنى الوصول بالطريق الى منتهــــــــــــــــاه , فى قبور مظلمة تخلو من الصخب والأضواء والتلصص وتتبع الأخطاء والفلتات والنزوات , فسبحان من له الدوام .
ففى عام 2015 غيب الموت العديد من النجوم المصريين مثل فاتن حمامة وعمر الشريف وخالد صالح ونور الشريف ويوسف داوود واحمد رمزى ومعالى زايد وفايزة كمال وزيزى البدراوى وغيرهم , وفى لحظات إنطفأت اضواء الشهرة واسدل الستار على مسرح الحيـــاة لهؤلاء الفنانيين والفنانات لتكتب كلمة النهايـــة وتعلن إنتهاء طريق طويل من التعب والشقاء.
يبدوا ان زمن الفن الجميل ورموزه من الفنانيين والفنانات فى سبيله الى الإنتهاء وكأنه صفحة من كتاب تطوى , فمهما طالت رحلة الفنان أو قصرت بين أروقه إستوديوهات التصوير وتحت أضواء خشبة المسارح فالنهاية حتمية وواحدة ولكن بعضهم يرحل فى صمت ومنهم من يعانى المرض ومنهم من يتم اغتياله ولكن تبقى الأعمال الفنية خالدة في الذاكرة، حتى وإن رحلوا عن العالم .
لن أقول وداعا لهؤلاء الفنانين والفنانات ولكنى سأقول وداعا لزمن الفن الجميل هذا الزمن الراقى الذى عبر بصدق عن المجتمع المصرى الاصيل باحترافيه شديدة رغم ضعف الإمكانيات المادية والتقنية ودون اللجوء الى المتاجرة بالاجساد العارية ودون استخدام الالفاظ والتلميحات القبيحة الوقحة ودون مشاهد البلطجة والعرى وممارسة الجنس الصريح بشكل رخيص , وداعا للفن الأصيل الذى تربى على رسائلة أجيال احترمت المرأة اما واختا وزوجة وأبنة , أجيال تمسكت بالعادات والتقاليد الراقية التى تحترم الكبير وتعطف على الصغير وتساعد الفقير والمحتاج , ليتنا نتعظ ونتذكر دائما ان النهاية واحدة فاتركوا لنا أهل الفن بصمات جميلة غير مشوهة نتذكركم بها مثلما ترك السابقون منكم مايستحقون عليه التقدير والتكريم .

بواسطة belaad بتاريخ 12 أغسطس, 2015 في 09:35 صباحًا | مصنفة في مقالات | لا تعليقات

اترك تعليقا