غادة عبد الرحيم تكتب : المنسي الذي لن ينسى

غادة عبدالرحيم

 هو أحمد منسى قائد الكتيبه 103 صاعقة بشمال سيناء, ولد سنه 1977 بـمحافظة الشرقية استشهد سنه 7 يوليو 2017 فى هجوم إرهابى فى شمال سيناء بمصر،و لقد تم تجسيد شخصيته كرمز للكرامة و الرجولة و الوطنية حيث لم يتردد الشهيد في اختيار وطنه و التضحية بروحه تاركا خلفه زوجة صبورة و ابنائه ليغلب مصلحة الوطن و يرفعه فوق أي مصالح شخصية،على العكس تماما من زميله هشام عشماوي الذي اختار طريق الشيطان ووقف في صفه ضد وطنه و دمه و اهله، فما كان للأول إلا أن أصبح رمزا لكل مرابط على الحدود و كل جندي يحمل روحه ليقدمها في أي لحظة فداء لهذا الوطن حتى يستقر من به و يحيا حتى و لو على حساب رفاته ،و ما كان للثاني إلا أن استهان بأرواح اهله و زملائه و تراب وطنه ليدفن فيه و تتطاير ذكراه كالتراب المنثور ، ان الحب و العطاء لا يعرفون حدود الزمان و المكان بل يخلدون اسم صاحبهم مادامت الأرض باقية بل يجد طريقه الى قلوب الجميع بتلك الابتسامة النابعة من إيمان و عقيدة بأن امره كله خير حتى و إن لاقى ربه فيذهب إليه بكل اطمئنان و سكينه و كأنه في رحلة انتقالية و استثنائية يرتقي بها إلى تلك المرتبة التي يتمناها كل من عرفها حق معرفة ،فالايمان الحقيقي النابع من تلك النفحات الربانية و التي يلقيها الله في قلوب عباده المختارين من اللحظات الأولى في هذه الدنيا لتصبح نورا يسترشد به إلى طريقه المكتوب و نورا لا ينقطع إلى يوم أن يبعث الله من في القبور ،يتسم أصحابها بالبشاشة و التفاؤل في كل الظروف حتى القاسية منها يصبحون كالنسيم البارد يهونون مرارة الطريق على رفقاء دربهم و كل من يمرون في طريقهم ،اما الكراهية ما هي إلا نار تأكل صاحبها ثم ما تلبث أن تخبو و تنطفيء و لا يبقى منها سوى رمادها، فطوبى لكل منسي لم و لن ينسى، هؤلاء من اختصهم الرسول الكريم بقوله خير اجناد الأرض ، أنه الجندي المصري الذي يدافع عن الأرض و يستر العرض ،بل و تأبى نخوته أن يمس أي شبر من بني دينه و عروبته و لو كره الكارهون ،اللهم تغمد شهدائنا الرحمة و اجعل مقامهم في الفردوس الاعلى مع سيد المرسلين سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام و شفعهم في اهاليهم و اربط على قلوبهم حتى يلقوا ربهم.

بواسطة belaad بتاريخ 27 أبريل, 2020 في 11:45 مساءً | مصنفة في مقالات | لا تعليقات

اترك تعليقا