شريفة حمدى تكتب :كل سنة وانتى طيبة ياجدتى

شريفة حمدي

كل سنة وانتي طيبة يا جدتي في عيد الأم.
انتوا بتعملوا فينا كدة ليه؟؟؟؟؟
سؤال فاجاءتني به سيدة عجوز جدآ حاناها الزمان عندما امسكت بيدي فجأة وهي تجلس علي سور إحدى الحدائق العامة فظننت انها تحتاج مساعدة .
فسالتها ماذا بكي يا امي وماذا يبكيكي؟
فسالتني ثانية هل انتي ام؟
فاجبت بلا
وكانت الصاعقة عندما حكت لي انها جدة وتاتي هنا كل جمعة لتلمح احفادها الذين حرمت من رؤيتهم بسبب انفصال الاب والأم وحرمانها من زيارتهم و
لا تستطيع الدخول مع الاب في موعد الرؤيه المحدد وهذا بنص القانون.
اقر نص القانون بعدم احقية الجد والجدة من ناحية الاب برؤيه احفادهم بتاتا الا في حالة وفاة الاب فقط!!!!!!
فتخيلوا معي ان بعد وفاة الاب يذهبوا لدفنه و التحسر عليه قليلا لانه ليس هناك وقت كافي فالعمر ليذهبوا لرفع قضية رؤية. ليحصلوا علي حكم بعد المرمطة سنة في المحكمة و هذا اذا نفذت الام الحكم اساسا لانه ايضا بنص القانون لا توجد اي عقوبة اذا لم تنفذ هذا الحكم القضائي.
و هنااتمني انا شخصيا من القاضي ان يمن علي الجد و الجدة بحكم الرؤية في البساتين لكي يوفر عليهم المشوار من القبر الي الحديقة.
ولم استطع ان احبس دموعي حزنا علي حالها و انا اقبل رائسها لعلي امسح قهرة الحزن في قلبها ووسيتها باننا كلنا احفادك يا جدتي و انتي علي راسي يا مهبط راسي.
و اذ بصوتها المذبوح بكائا سألتني هل انتي عمة فقلت نعم و روحي و عيوني فدا ابن اخي فليست الام فقط من انجبت.
فعصرتني الما بنصيحتها المفجعة “اوعي ابدا ابدا تحبي ولاد اخوكي لان ام الدنيا هتحرق قلبك عليهم و الحكومة هتعاقبك علي الحب ده “
فذهل و رجف قلبي من كل هذا الجحود و قلت احذرن مما تفعلن يا امهات اليوم فسيفعل بكن و انتن جدات الغد.
وهنا اوجه ندائي لسيادة رئيس الجمهورية ده اعز الولد ولد الولد. اهكذا تكافئ جدات اليوم اللاتي كنا امهات الامس؟
اهكذا يترك شعبك الابي الصامد يهيم علي ارصفة الشوارع فقط ليخطف نظرة لحبايبه قبل ان تفيض روحه كمدا؟
اهكذا تترك من قلت عنهم انهم اعظم شعب ما زالوا يحكمون بدولة قوانين ‘جمهورية مبارك العربية ‘
ارجوك يا سيادة رئيس الجمهورية ام الدنيا ليست فقط سد جوع معدتنا و لكننا سنموت من اجل سد جوع مشاعرنا.
واخيرا عفوك ربي لكل ام نسيت الجدة التي جعلتها ست الحبايب.
و للحديث بقية.

بواسطة belaad بتاريخ 24 مارس, 2015 في 08:22 صباحًا | مصنفة في مقالات | لا تعليقات

اترك تعليقا