غادة عبد الرحيم تكتب : تذكرة مترو

غادة عبدالرحيم

 لا يخفى عن الجميع أن أسرع طريقة للوصول إلى عملك أو وجهتك أيا كانت في القاهرة التي تخطت مرحلة الانفجار السكاني إلى مرحلة الشلل المروري التام بسبب ضعف البنية التحتية و عدم جاهزية الشوارع إلى استيعاب كل تلك الأعداد المهولة من المواطنين سكان القاهرة و الجيزة و ضواحيهاو المحافظات الأخرى ، و إذا عدنا إلى السبب الرئيسي لإنشاء تلك الوسيلة هو توفير وسيلة نقل سريعة للموظفين التي لا يجب بأي حال من الأحوال أن تتخطى ربع رواتبهم الشهرية ، لا أن يطل علينا وزير النقل من أحد عربات المترو بعد أن اتخذ قرار أقل ما يوصف بالعشوائي برفعه تذكرة المترو 700% أي ما يفوق 80%من دخل الموظف الذي ضج من غلاء الأسعار و صعوبة الحياة، و ما كان من المواطن البسيط إلا أن احتج بالامتناع عن دفع التذكرة و آخرون وقفوا يستجدون المارة بثمنها ليصلوا إلى أشغالهم فلا تتعطل مصالح المواطنين و لا تخصم من رواتبهم الضئيلة التي لا تكفيهم قوت يومهم ، لتوالى الاعتقالات العشوائيةلفرض هذا القرار الغاشم بالقوة و لمن قبل و دفع و من لم يقبل و اقتحم الحاجز ، لتطل علينا مذيعة الدولة و هي ترتدي ساعتها الروليكس الذي تخطى ثمنها محطة المترو و الحزام الجوتشي بلغ ثمنه راتب 20 موظف على الأقل لتسرد التبريرات السمجة التي حفظتها بالكاد أن تذكرةالمترو في مصر أرخص من باقي دول العالم و أن المترو المكيف أفضل من التوكتوك الذي يفوق ثمن تذكرة المترو بعدة جنيهات ، و تطلب من الكادحين دفع اشتراكات لتقل التكلفة و ليؤكد كلامها بتكراره مسؤول من وزارة النقل عبر مداخلة هاتفية و كأن نفس الاسكربت الإذاعي مر عليه أيضا و لكنه كان أبرع منها في حفظه و القائه، و كذلك نقولها لكم يا سادة أن الرواتب المصرية من أضعف الرواتب و أننا تفوقنا على دول كثيرة في انتشار البطالة و ارتفاع الأسعار الذي لا يتناسب كما و كيفا مع مستوى الدخل ، و لا بد من أحداث توازن فلا زيادة غير مدروسة بلا زيادة في الرواتب تسبقها و إلا فمثل هؤلاء لن يقودونا إلا إلى نتائج كارثية ، فأصبح المواطن المصري يعاني الحصار الاقتصادي كالفلسطيني في أراضيه المحتله، و لكن الاحتلال هنا كشف عن وجهه من خلال رفع الدعم التدريجي عن المواطن الكادح استجابة لطلبات البنك المركزي الدولي ..و يبقى السؤال لم هذا القرار المفاجئ و في هذا التوقيت بالذات قبل تهويد القدس بيومين ..الإجابة واضحة ..حيث لن تتوقف سياسة الإلهاء و كبح المواطن حتى لا يرى أبعد من لقمة العيش .
بواسطة belaad بتاريخ 13 مايو, 2018 في 11:29 صباحًا | مصنفة في مقالات | لا تعليقات

اترك تعليقا