غادة عبد الرحيم تكتب: تصفية القضية

غادة عبدالرحيم

 على مدار سنوات طويلة خضعت القضية الفلسطينية إلى تحوير أيدلوجي ممنهج. .وصل بالتضليل الفكري إلى قلب الحقائق و استغل في ذلك التهميش الذي اتبعته الحكومات مع شعوبها سياسيا بدءا بكل التصريحات المزيفة للحقائق مرورا بالاخبار الكاذبة حتى الإلهاء في ما لا قيمة له ..و لعلنا شهدنا في الأيام الماضية نموذجا على ذلك برفع الأسعار حتى لا يتخطى المواطن العربي الحاجز الذهني الذي صنع بإتقان له فلا يرى أبعد من محيطه ، بل وصل التلاعب بالمفاهيم إلى حد قلبها رأسا على عقب فأصبحت إسرائيل المدافع و الدول العربية ذاتها هي العدو ليسهل صيدها واحدة تلو الأخرى ،مثلت فيها الدول المتحالفة باطنيا و المختلفة ظاهريا مسرحية هزلية حيث تمركزت إيران في سوريا و تبادلت الصواريخ مع إسرائيل فروعت باقي الضحايا المرابطين الذين رفضوا ترك وطنهم ، فاطمأن الكيان الصهيو أمريكي الماسوني حيث لم يحرك أحدا ساكنا فأخذ أكبر خطواته التي طالما انتظرها متخفيا متلونا بجبنه الشيطاني فظهر الى العلن و سقطت جميع أقنعته و أقنعة أعوانه الذين سخروا كل شيئ لخدمة سيدهم و افتتح عاصمته في قلب الشرق الأوسط الكبير حيث سيحكم العقول و العقائد ، فظهرت ظاهرة جديدة من صهاينة العرب مدافعين عن أسيادهم الجدد وسط صمت مطبق ، فالناس بين أرواح يائسة مكسورة إلى مضللين ، فخلت الساحة العربية إلا من بعض الأصوات المهزوزة ، و من عجائب القدر أن ينطق الله الحجر لتقوم بمظاهرات منددة دول أجنبية مدافعين أيضا عن مقدساتهم المنتهكة ، فبعد المجزرة البشعة التي ارتكبها المحتل الإسرائيلي في حق الشعب الفلسطيني الذي لم يرضى للحرية بديلا فزحف في مسيرة شعبية حاشدة إلى السياج الفاصل لكسره و كسر الحصار العربي معه فجاد بأطهر أبنائه فداءا للحرية و العقيدة بين رضع و أطفال و شباب و مسنين و نساء ، و لم يرتضوا الذل و الهوان المرسوم على وجوه الكثيرين الآن ، 65 شهيدا و 2700 مصابا و مازالوا مرابطين، و عجبا لقد اختفى تجار الدين الذين استغلتهم إسرائيل مع فئة من المضللين لتشويه الدين من ناحية و السيطرة العقائدية من جهة أخرى فلم نرى لحية تندد بالجريمة التي ارتكبت في حقنا جميعا و في حق جميع الأديان السماوية و لم نسمع هتافاتهم (عالقدس رايحين شهداء بالملايين )أين أنتم من المسلمين أم لم تصدر لكم أوامر لتتحركوا ضدنا بعد، أين الجهاد الذي كنتم به تتشدقون ، لقد كان جهاد مصالحكم فقط، لن تعود القدس حتى تعودوا و نعود إلى الدين الذي أمر بالترابط وليس التفريق و التنابذ ، دين الأخلاق و الرحمة و التراحم، فإذا لم تحرككم صور إخواننا المستضعفين فلا تتحدثوا عن الحياة الآدمية و العدالة الاجتماعية حتى تصبحوا عادلين .

بواسطة belaad بتاريخ 16 مايو, 2018 في 12:15 مساءً | مصنفة في مقالات | لا تعليقات

اترك تعليقا