شريفة حمدي تكتب : نادى الذوات

 

شريفة

 الساعات القلائل التى تقضيها بالمحل الكائن بنادى الذوات هى بمثابه الاوقات الصعبه المجهده ..فبتعاملها مع الناس والخبره المكتسبه جراء هذا التعامل جعلها تضيق بكل شئ بالوجوه والمكان ذاته ! ..لقد اقتنعت تمام الاقتناع ان الناس ليسوا بالناس بل هم اقرب الى الجمادات التى ليست تعى والحيوانات المنفلته فتعريف الناس انهم ذو انسانيه والانسانيه تقتضى الامانه والصدق والحياء والحس ..كثيرا ماحاولت ان تمحى عن فكرها تعريفها الصعب عنهم الآ ان التجارب اليوميه كانت تثبت صحه ماوصلت اليه ! قالت لصديقه ذات يوم وهى تكاد تصرخ :_ يعنى اسيب النضاره ثانيه اجى مالقهاش ؟! نضاره تتسرق من المكان ده ؟ انا فين يابنتى قولي امُال لو كنت ف المغربلين ولا درب شكمبه كان حصل ايه ! ثم اطلقت ضحكه عاليه تجمعت فيها آهاتها الدفينه الى ان وصلت لمنزلها فألقت بحقيبتها وثيابها على امتداد الزراع وانتابها بكاء طويل لم تفق منه الا الصباح حين تسللت جيوش الشمس عبر الزجاج لتستلقي على وجهها الجميل المجهد ..فهى وحيده ليس لها احد سوى اخ تحمل له كل الود والحب وهو كذلك ولان الحياه ليست ترف فلقد مضوا فى كفاح متواصل وهم ماهم ؟! ..اثرياء سابقين جردتهم الثوره المباركه من الاراضى الشاسعه والبيوت الانيقه بتوقيع من البكباشى ! فأنقلب الحال بالجد وجاهدا حافظ على النذر اليسير الى ان شبوا ثم مضى للرفيق الاعلي فكانت الام ملاذا الى مرضت فجأه واحتد المرض ولحقت به ..كان موتها بمثابه الصدمه القاتله قتلت بصيص الحياه الذي بالكاد كان يطل منها وذاد على ذلك مواقف الاخرين وقد كانوا بالنسبه لها الصفوه فلم تتخيل حين كانت فى موقفها الصعب _ موقف المرض والوفاه _ ان لاتراهم بجانبها يربتون كما ربتت ان يعينوها على التحمل ماداموا بجانبها ..و ..و ..لم تجد احد ..كانوا زحاما الى ان اتت الاوقات الصعبه لم يكن هناك احد ! .. مزقتها المواقف ..واتعبها الخذلان ..ولطمتها الخيبات ..تحاملت ..وقفت ..انتفضت ..سارت وكأنها الكائن الوحيد الذي هو بارض الله ! ..فلا بشر ..ولا صداقه ..ولا ثقه بكائن ..لكن بداخلها امنيه..امنيتها لو تطير ولانها بلا اجنحه صنعت عالمها بعيدا عن البشر ..

بواسطة belaad بتاريخ 23 سبتمبر, 2018 في 01:42 مساءً | مصنفة في مقالات | لا تعليقات

اترك تعليقا