غادة عبدالرحيم تكتب : أشعلت أصابعك العشرة و انطفأ واحد …

غادة عبدالرحيم

حينما عادت صديقتي من الخارج بعد غياب استمر لستة سنوات اعتلت وجهها دهشة كبيرة من ذلك التغيير الذي شهدته من تغير الطرق و اتساعها و تغيير مشهد الزحام عما كان سابقا ،فلقد شهدت التغيير بداية من المطار الذي هبطت فيه و حتى الوصول إلى مسكنها ،و كانت بطاقتها منتهية الصلاحية و لكنها لم ترغب في الذهاب الى قسم الشرطة الا أنني شجعتها و ما لبثت نصف ساعة حتى أنهت كل إجراءاتها و مازالت الدهشة تعلو وجهها من ذلك التنظيم و التغيير الذي طرأ على أقسام الشرطة و كذلك المستشفيات و محطات الوقود ،معلقة إنها لم تشهد مثل هذه الطفرة في التنمية و التطوير سابقا في مصر ،ان مثل هذا الجهد على تلك المساحة الشاسعة لا بد له من عمل غير منقطع ليل نهار و لا بد له من متابعة مستمرة من الجهات المسؤولة لتعمل على تطوير العشوائيات و الارتفاع بالمستوى المعيشي للمواطن  حيث لاحظنا خلو مكاتب المسؤولين و نزولهم إلى أرض الواقع ليتابعوا التطورات عن قرب و الوقوف على السلبيات لإيجاد الحلول لها ،و على الرغم من ذلك إلا أن المواطنين الذين تعودوا على المخالفات المرورية مازالوا ينتهكون كل القواعد كما كانوا سابقا و على الرغم من مساهمة تطوير الطرق و انشاء الكباري في خفض عدد الحوادث بنسبة 44 بالمئة أي ما يقارب سبعة آلاف حالة مقارنة بعام 2019 على حسب آخر تقرير لجهاز التعبئة و الاحصاء  الا ان وعي المواطن و حس المسؤولية يشكل عامل كبيرا في خفض الحوادث إذا ما التزموا بالقواعد المرورية و كذلك الحال في خطوط المترو و اتجاه الدولة الي تطوير منظومة القطارات بالكامل إلا أن المخالفات و انخفاض كفاءة العنصر البشري التي هي تركة المنظومة القديمة المتهالكة مازالت تشكل عبئا على مسيرة التطوير و مازلنا نشهد أثرها حتى الآن و حتى يتم احلالها و تجديدها بالكامل رغم مسابقة الزمن فما يتطلب شهر لانشائه يتم في اسبوع و كذلك لا نغفل أيادي الشر التي تندس لتخرب و تطفيء معالم كل تقدم تهدف إلى شل حركتنا و ايقاف عجلة التطور ،و لقد ظهر ذلك جليا في توالي الحوادث واحد تلو الآخر في نفس التوقيت،الا ان المواطن لم يعد لينطلي عليه مثل هذه الحيل التخريبية من أيادي الشر و التي يتبعها نفس الشعارات الرنانة التي يطلقونها و الهتافات الجوفاء، قد يسيطر الغضب على المواطنين لبعض الوقت بعد الحوادث نظرا لتعودهم على اهمال المسؤولين سابقا خاصة في خطوط قطارات الصعيد و لكن سرعان ما سوف يتلاشى ذلك الغضب  بمجرد لمسهم لذلك التطوير على أرض الواقع خاصة في محافظات الصعيد التي تم اقصاءها و تهميشها لسنوات طويلة سالفا.

بواسطة belaad بتاريخ 28 مارس, 2021 في 10:29 صباحًا | مصنفة في مقالات | لا تعليقات

اترك تعليقا